Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 24-31)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال قتادة والضحاك : " الحق المعلوم " هي الزكاة المفروضة ، وقال الحسن ومجاهد وابن عباس : هذه الآية في الحقوق التي في المال سوى الزكاة وهي ما ندبت الشريعة إليه من المواساة ، وقد قال ابن عمر ومجاهد والشعبي وكثير من أهل العلم : إن في المال حقاً سوى الزكاة وهذا هو الأصح في هذه الآية لأن السورة مكية ، وفرض الزكاة وبيانها إنما كان بالمدينة . و " السائل " : المتكفف ، { والمحروم } المحارف الذي قد ثبت فقره ولم تنجح سعاياته لدنياه ، قالت عائشة : هو الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه . وقال بعض أهل العلم ، { المحروم } : من احترق زرعه ، وقال بعضهم { المحروم } : من ماتت ماشيته ، وهذه أنواع الحرمان لأن الاسم يستلزم هذا خاصة ، وقال عمر بن عبد العزيز { المحروم } : الكلب أراد ، والله أعلم أن يعطي مثالاً من الحيوان ذي الكبد الرطبة لما فيه من الأجر حسب الحديث المأثور ، وقال الشعبي : أعياني أن أعلم ما المحروم . وحكى عنه النقاش أنه قال : وهو ابن سبعين سنة سألت عنه وأنا غلام فما وجدت شفاء . قال القاضي أبو محمد : يرحم الله الشعبي فإنه في هذه المسألة محروم ، ولو أخذه اسم جنس فيمن عسرت مطالبه بان له ، وإنما كان يطلبه نوعاً مخصوصاً كالسائل ، و { يوم الدين } هو يوم القيامة ، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة ، و { الدين } : الجزاء كما تقول العرب : @ كما تدين تدان @@ ومنه قول الفند الزماني : [ الهزج ] @ ولم يبق سوى العدوا ن دنّاهم كما دانوا @@ والإشفاق من أمر يتوقع ، لأن نيل عذاب الله للمؤمنين متوقع ، والأكثر ناج بحمد الله ، لكن عذاب الله لا يأمنه إلا من لا بصيرة له ، والفروج في هذه الآية : هي الفروج المعروفة ، والمعنى من الزنى ، وقال الحسن بن أبي الحسن أراد فروج الثياب وإلى معنى الوطء يعود . ثم استثنى تعالى الوطء الذي أباحه الشرع في الزوجة والمملوكات . وقوله تعالى : { إلا على أزواجهم } وحسن دخول { على } في هذا الموضوع قوله : { غير ملومين } ، فكأنه قال : إلا أنهم غير ملومين على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم . وقوله تعالى : { ابتغى } معناه : طلب ، وقوله : { وراء ذلك } معناه : سوى ما ذكر ، كأنه أمر قد حد فيه حد ، فمن طلب بغيته وراء الحد فهو كمستقبل حد في الأجرام وهو يتعدى ، وراءه : أي خلفه ، و { العادون } : الذين يتجاوزون حدود الأشياء التي لها حدود كان ذلك في الأجرام أو في المعنى .