Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 31-40)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال جمهور المتأولين : هذه الآية كلها إنما نزلت في أبي جهل بن هشام . قال القاضي أبو محمد : ثم كادت هذه الآية أن تصرح له في قوله تعالى : { يتمطى } فإنها كانت مشية بني مخزوم ، وكان أبو جهل يكثر منها ، وقوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى } تقديره فلم يصدق ولم يصل ، وهذا نحو قول الشاعر [ طرفة بن العبد ] : [ الطويل ] @ فأي خميس فإنا لا نهابه وأسيافنا يقطرن من كبشه دما @@ وقول الآخر [ أبي خيراش الهذلي ] : [ الرجز ] @ إن تغفر اللهم تغفر جمّا وأي عبد لك لا ألمَّا @@ { فلا } في الآية عاطفة ، و { صدق } معناه برسالة الله ودينه ، وذهب قوم إلى أنه من الصدقة ، والأول أصوب ، و { يتمطى } معناه يمشي المطيطى وهي مشية بتبختر قال زيد بن أسلم : كانت مشية بني مخزوم ، وهي مأخوذة من المطا وهو الظهر لأنه يتثنى فيها ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا مشت أمتي المطيطى وخدمتهم الروم وفارس سلط بعضهم على بعض " وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في أبي جهل . وقوله تعالى : { أولى لك } وعيد ثان ثم كرر ذلك تأكيداً ، والمعنى { أولى لك } الازدجار والانتهاء وهو مأخوذ من ولى ، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً ، ومنه قوله تعالى : { فأولى لهم طاعة } [ محمد : 20 ] ، وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبب أبا جهل يوماً في البطحاء وقال له : " إن الله يقول لك { أولى لك فأولى } " ، فنزل القرآن على نحوها . وفي شعر الخنساء : [ المتقارب ] @ سئمت بنفسي كل الهموم فأولى لنفسي أولى لها @@ وقوله تعالى : { أيحسب } توقيف وتوبيخ ، و { سدى } معناه مهملاً لا يؤمر ولا ينهى ، ثم قرر تعالى على أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تؤملت لم ينكر معها جواز البعث من القبور عاقل . وقرأ الجمهور : " ألم يك " بالياء من تحت ، وقرأ الحسن : " ألم تك " بالتاء من فوق " و " النطفة " : القطعة من الماء . يقال ذلك للقليل والكثير ، و " المني " معروف ، وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو عمرو بخلاف وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب : " يمنى " بالياء ، يراد بذلك المني ، ويحتمل أن يكون يمنى من قولك أمنى الرجل ، ويحتمل أن يكون من قولك منى الله الخلق ، فكأنه قال : من مني تخلق ، وقرأ جمهور السبعة والناس . " تمنى " بالتاء ، يراد بذلك النطفة ، و " تمنى " يحتمل الوجهين اللذين ذكرت ، و " العلقة " : القطعة من الدم ، لأن الدم هو العلق ، وقوله تعالى : { فخلق فسوى } معناه فخلق الله منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة فسواه شخصاً مستقلاً ، وفي مصحف ابن مسعود " : يخلق " بالياء فعلاً مستقبلاً ، و { الزوجين } النوعين ، ويحتمل أن يريد المزدوجين من البشر ، ثم وقف تعالى توقيف التوبيخ وإقامة الحجة بقوله : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } وقرأ الجمهور بفتح الياء الأخيرة من " يحييَ " ، وقرأ طلحة بن مصرف وسليمان والفياض بن غزوان بسكونها ، هي تنحذف من اللفظ لسكون اللام من { الموتى } ، ويروى " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : " سبحانك اللهم وبحمدك وبلى " ، ويروى أنه كان يقول : " بلى " " فقط . نجز تفسير سورة { القيامة } والحمد لله رب العالمين .