Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 17-22)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا توقيف للنبي صلى الله عليه وسلم وتقرير بمعنى : لجعل هؤلاء الكفرة الذين يخالفونك وراء ظهرك ولا تهتم بهم ، فقد انتقم الله من أولئك الأقوياء الشداد ، فيكف هؤلاء و { الجنود } الجموع المعدة للقتال ، والجري نحو غرض واحد ، وناب { فرعون } في الذكر مناب قومه وآله ، إذ كان رأسهم و { فرعون وثمود } في موضع خفض على البدل من { الجنود } ، ثم ترك القول بحالة ، وأضرب عنه إلى الإخبار بأن هؤلاء الكفار بمحمد عليه السلام وشرعه لا حجة لهم عليه ولا برهان بل هو تكذيب مجرد سببه الحسد ، ثم توعدهم بقوله : { والله من ورائهم محيط } ، أي وعذاب الله ونقمته ، وقوله : { من ورائهم } ، معناه : ما يأتي بعد كفرهم وعصيانهم ، ثم أعرض عن تكذيبهم مبطلاً له ورداً عليه ، أنه { قرآن مجيد } أي مذمة فيه ، وهذا مما تقدم من وصف الله تعالى بالمجد والتمجد ، وقرأ ابن السميفع اليماني " قرآنُ مجيدٍ " على الإضافة ، وأن يكون الله تعالى ، هو المجيد ، و " اللوح " : هو اللوح المحفوظ الذي فيه جميع الأشياء ، وقرأ خفض القراء : " في لوحٍ محفوظٍ " بالخفض صفة لـ { لوح } المشهور بهذه الصفة ، وقرأ نافع وحده بخلاف عنه وابن محيصن والأعرج : " محفوظٌ " بالرفع صفة القرآن على نحو قوله تعالى : { وإنا له لحافظون } [ الحجر : 9 ] ، أي هو محفوظ في القلوب ، لا يدركه الخطأ والتعديل ، وقال أنس : إن اللوح المحفوظ هو في جبهة إسرافيل ، وقيل : هو من درة بيضاء قاله ابن عباس ، وهذا كله مما قصرت به الأسانيد ، وقرأ ابن السميفع : " في لُوح " بضم اللام . نجز تفسير { البروج } والحمدلله رب العالمين .