Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 22-23)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هو الذي يسيِّركم } أي : الله الذي هو أسرع مكراً ، هو الذي يسيِّركم { في البرِّ } على الدواب ، وفي البحر على السفن ، فلو شاء انتقم منكم في البر أو في البحر . وقرأ ابن عامر ، وأبو جعفر : « ينشركم » بالنون والشين من النشر ، وهو في المعنى مثل قوله : { وبثَّ منهما رجالاً كثيراً } [ النساء : 2 ] . والفلك : السفن . قال الفراء : الفلك تذكّر وتؤنث ، وتكون واحدة وتكون جمعاً ، قال تعالى هاهنا : { جاءتها } فأنَّثَ ، وقال في [ يس : 41 ] { في الفلك المشحون } فذكّر . قوله تعالى : { وجرين بهم } عاد بعد المخاطبة لهم إِلى الإِخبار عنهم . قال الزجاج : كل من أقام الغائب مقام مَن يخاطبه جاز أن يردَّه إِلى الغائب ، قال الشاعر : @ شَطَّتْ مَزارُ العاشقين فأصبحتْ عَسِراً علي طلابُكِ ابنةَ مَخْرَمِ @@ قوله تعالى : { بريح طيبة } أي : ليِّنةٍ . { وفرحوا بها } للينها . { جاءتها } يعني الفلك . قال الفراء : وإِن شئتَ جعلتَها للريح ، كأنك قلت : جاءت الريحَ الطيبةَ ريحٌ عاصف ، والعرب تقول : عاصف وعاصفة ، وقد عصفت الريح وأعصفت ، والألف لغة لبني أسد . قال ابن عباس : الريح العاصف : الشديدة . قال الزجاج : يقال : عصفت الريح ، فهي عاصف وعاصفة ، وأعصفت ، فهي معصف ومعصفة . { وجاءهم الموج من كل مكان } أي : من كل أمكنة الموج . قوله تعالى : { وظنوا } فيه قولان : أحدهما : أنه بمعنى اليقين . والثاني : أنه التوهُّم . وفي قوله : { أحيط بهم } قولان : أحدهما : دَنوا من الهلكة . قال ابن قتيبة : وأصل هذا أن العدوَّ إِذا أحاط ببلد ، فقد دنا أهله من الهلكة . وقال الزجاج : يقال لكل من وقع في بلاء : قد أحيط بفلان ، أي : أحاط به البلاء . والثاني : أحاطت بهم الملائكة ، ذكره الزجاج . قوله تعالى : { دَعَوُا اللهَ مخلصين له الدِّين } دون أوثانهم . قال ابن عباس : تركوا الشرك ، وأخلصوا لله الربوبية ، وقالوا : { لئن أنجيتنا من هذه } الريح العاصف { لنكونن من الشاكرين } أي : الموحِّدين . قوله تعالى : { يبغون في الأرض } البغي : الترامي في الفساد . قال الأصمعي : يقال : بغى الجرح : إِذا ترامى إِلى فساد . قال ابن عباس : يبغون في الأرض بالدعاء إِلى عبادة غير الله والعمل بالمعاصي والفساد . { يا أيها الناس } يعني أهل مكة . { إِنما بغيكم على أنفسكم } أي : جناية مظالمكم بينكم على أنفسكم . وقال الزجاج : عملكم بالظلم عليكم يرجع . قوله تعالى : { متاع الحياة الدنيا } قرأ ابن عباس ، وأبو رزين ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والحسن ، وحفص ، وأبان عن عاصم : « متاعَ الحياة الدنيا » بنصب المتاع . قال الزجاج : مَن رفع المتاع ، فالمعنى أن ما تنالونه بهذا البغي إِنما تنتفعون به في الدنيا ، ومن نصب المتاع ، فعلى المصدر . فالمعنى : تمتَّعون متاع الحياة الدنيا . وقرأ أبو المتوكل ، واليزيدي في اختياره ، وهارون العتكي عن عاصم : « متاعِ الحياة » بكسر العين . قال ابن عباس : { متاع الحياة الدنيا } أي : منفعة في الدنيا .