Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 33-35)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كذلك حَقَّتْ كلمة ربك } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : « كلمةُ ربك » ، وفي آخر السورة كذلك . وقرأ نافع ، وابن عامر الحرفين « كلماتُ » على الجمع . قال الزجاج : الكاف في موضع نصب ، أي : مِثْل أفعالهم جازاهم ربك ، والمعنى : حق عليهم أنهم لا يؤمنون ، وقوله : { أنهم لا يؤمنون } بدل من { كلمة ربك } . وجائز أن تكون الكلمة حقت عليهم لأنهم لا يؤمنون ، وتكون الكلمة ما وُعدوا به من العقاب . وذكر ابن الأنباري في { كذلك } قولين : أحدهما : أنها إشارة إلى مصدر « تُصرفون » ، والمعنى : مثل ذلك الصرف حقت كلمة ربك . والثاني : أنه بمعنى هكذا . وفي معنى « حقت » قولان : أحدهما : وجبت . والثاني : سبقت . وفي كلمته قولان : أحدهما : أنها بمعنى وعده . والثاني : بمعنى قضائه . ومن قرأ « كلماتُ » جعل كل واحدة من الكلم التي توعِّدْوا بها كلمة . وقد شرحنا معنى الكلمة في [ الأعراف : 137 و 158 ] . قوله تعالى : { قل الله يهدي للحق } أي : إِلى الحق . قوله تعالى : { أم من لا يَهِدِّي } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وورش عن نافع : « يَهَدِّي » بفتح الياء والهاء وتشديد الدال . قال الزجاج : الأصل يهتدي ، فأدغمت التاء في الدال ، فطرحت فتحتها على الهاء . وقرأ نافع إِلا ورشاً ، وأبو عمرو : « يَهْدِّي » بفتح الياء وإِسكان الهاء وتشديد الدال ، غير أن أبا عمرو كان يُشِم الهاء شيئاً من الفتح . وقرأ حمزة ، والكسائي : « يَهْدي » بفتح الياء وسكون الهاء وتخفيف الدال . قال أبو علي : والمعنى : لا يهدي غيرَه إِلا أن يُهدَى هو ، ولو هُدي الصُّمُّ لم يهتد ، ولكن لما جعلوها كمن يعقل ، أجريت مجراه . وروى يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم : « يِهِدِّي » بكسر الياء والهاء وتشديد الدال ، وكذلك روى أبان وجبلة عن المفضل وعبد الوارث ، قال الزجاج : أتبعوا الكسرة الكسرة ، وهي رديئة لثقل الكسرة في الياء . وروى حفص عن عاصم ، والكسائي عن أبي بكر عنه : « يَهِدِّي » بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال ، قال الزجاج : وهذه في الجودة كالمفتوحة الهاء ، إِلا أن الهاء كُسرت لالتقاء الساكنين . وقرأ ابن السميفع : « يهتدي » بزيادة تاء . والمراد بقوله : { أم من لا يهدِّي } الصم { إِلا أن يُهدى } . وظاهر الكلام يدل على أن الأصنام إِن هديت اهتدت ، وليست كذلك ، لأنها حجارة لا تهتدي ، إِلا أنهم لما اتخذوها آلهة ، عبِّر عنها كما يعبَّر عمن يعقل ، ووصفت صفةَ مَن يعقل وإِن لم تكن في الحقيقة كذلك ؛ ولهذا المعنى قال في صفتها : { أمَّن } لأنهم جعلوها كمن يعقل . ولما أعطاها حقها في أصل وضعها ، قال : { يا أبتِ لم تعبدُ مالا يسمع } [ مريم : 42 ] . وقال الفراء : { أمّن لا يهدي } أي : أتعبدون مالا يقدر أن ينتقل من مكانه إِلا أن يحوَّل ؟ وقد صرف بعضهم الكلام إِلى الرؤساء والمضلِّين ، والأول أصح . قوله تعالى : { فما لكم } قال الزجاج : هو كلام تام ، كأنه قيل لهم : أيُّ شيء لكم في عبادة الأوثان ؟ ثم قيل لهم : { كيف تحكمون } أي : على أي حال تحكمون ؟ وقال ابن عباس : كيف تقضون لأنفسكم ؟ وقال مقاتل : كيف تقضون بالجَوْر ؟