Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 62-64)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ألا إِن أولياء الله } روى ابن عباس " أن رجلاً قال : يا رسول الله ، مَن أولياء الله ؟ قال « الذين إِذا رُؤوا ذُكر الله » " وروى عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم أنه قال : " « إِنَّ من عباد الله لأناساً ماهم بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله عز وجل » قالوا : يا رسول الله ، مَنْ هم ، وما أعمالهم لعلنا نحبُّهم ؟ قال « هم قوم تحابّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطَونها ، فوالله إِن وجوههم لنور ، وإِنهم لعلى منابر من نور ، لا يخافون إِذا خاف الناس » ، ثم قرأ { ألا إِن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } " . قوله تعالى : { لهم البشرى في الحياة الدنيا } فيها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح ، أو تُرى له ، رواه عبادة ابن الصامت ، وأبو الدرداء ، وجابر بن عبد الله ، وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني : أنها بشارة الملائكة لهم عند الموت ، قاله الضحاك ، وقتادة ، والزهري . والثالث : أنها ما بشر الله به في كتابه من جنته وثوابه ، كقوله : { وبشر الذين آمنوا } [ البقرة 25 ] ، { وأبشروا بالجنة } [ فصلت 30 ] ، { يبشِّرهم ربُّهم } [ التوبة 21 ] ، وهذا قول الحسن ، واختاره الفراء ، والزجاج ، واستدلا بقوله : { لا تبديل لكلمات الله } . قال ابن عباس : لا خُلف لمواعيده ، وذلك أن مواعيده بكلماته ، فإذا لم تبدَّل الكلمات ، لم تبدَّل المواعيد . فأما بشراهم في الآخرة ، ففيها ثلاثة أقوال : أحدها : أنها الجنة ، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واختارة ابن قتيبة . والثاني : أنه عند خروج الروح تبشَّر برضوان الله ، قاله ابن عباس . والثالث : أنها عند الخروج من قبورهم ، قاله مقاتل .