Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-11)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يوم يكون النَّاس } اليوم منصوب على الظرف . المعنى : يكون يوم يكون الناس { كالفراش المبثوث } وفيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه غوغاء الجراد ، قاله الفراء . قال ابن قتيبة : غوغاء الجراد : صغاره ، ومنه قيل لعامة الناس : غوغاء . والثاني : أنه طير ليس ببعوض ولا ذِبَّان ، قاله أبو عبيدة . والثالث : أنه ما تهافت في النار من البعوض ، قاله ابن قتيبة . وكذلك قال الزجاج : ما يُرى كصغار البَقِّ يتهافت في النار . وشَبَّه الناس في وقت البعث به وبالجراد المنتشر ، لأنهم إذا بعثوا ماج بعضهم في بعض . وذكر الماوردي : أن هذا التشبيه للكفار ، فهم يتهافتون في النار يوم القيامة تَهَافُتَ الفراش . فأما « المبثوث » فهو المنتشر والمتفرِِّق . قوله تعالى : { وتكون الجبال كالعهن } وقد شرحناه في [ سأل سائل : 9 ] و « المنفوش » الذي قد ندف . قال مقاتل : وتصير الجبال كالصوف المندوف . فإذا رأيت الجبل قلت : هذا جبل : فإذا مسسته لم تر شيئاً ، وذلك من شِدَّة الهَوْل . قوله تعالى : { فأما من ثقلت موازينه } ، أي : رجحت بالحسنات ، وقد بَّينَّا هذه الآية في أول [ الأعراف : 8 ] وبيَّنَّا معنى « عيشة راضية » في [ الحاقة : 21 ] قوله تعالى : { فأمُّه هاوية } ، قرأ ابن مسعود ، وطلحة بن مصرف ، والجحدري « فإمه » بكسر الهمزة . وفيه ثلاثة أقوال . أحدها : أُمُّ رأسه هاوية ، يعني : أنه يهوي في النار على رأسه ، هذا قول عكرمة ، وأبي صالح . والثاني : أنها كلمة عربية كان الرجل إذا وقع في أمر شديد قالوا : هَوَتْ أُمُّه ، قاله قتادة . والثالث : أن المعنى ، فمسكنُه النار . وإنما قيل لمسكنه : أُمُّه ، لأن الأصل السكون إلى الأمَّهات . والنَّار لهذا كالأُمِّ ، إذ لا مأوى له غيرها ، هذا قول ابن زيد ، والفراء ، وابن قتيبة ، والزجاج ، ويدل على صحة هذا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا مات العبد تلقى رُوحُه أرواحَ المؤمنين ، فتقول له : ما فعل فلان ؟ فإذا قال : مات ، قالوا : ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوية ، فَبَئِسَتِ الأُمُّ ، وبِئستِ المربَّيَة . قوله تعالى : { وما أدراك ماهِيَهْ } يعني : الهاوية . قرأ حمزة ، ويعقوب « ما هي » بحذف الهاء الأخيرة في الوصل ، وإثباتها في الوقف . لتبيين فتحة الياء ، فالوقف « هيه » والوصل هي نار . والذي يجب اتباعُ المصحف . والهاء فيه ثابتة فتوقف عليها ، ولا توصل « نار حامية » أي : حارَّة قد انتهى حرها .