Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله [ تعالى ] : { ألهاكم } وقرأ أبو بكر الصِّدِّيق ، وابن عباس ، والشعبي ، وأبو العالية ، وأبو عمران ، وابن أبي عبلة : « أَأَلهاكم » بهمزتين مقصورتين على الاستفهام . وقرأ معاوية ، وعائشة « آلهاكم » بهمزة واحدة ممدودة استفهاماً أيضاً . ومعنى ألهاكم : شغلكم عن طاعة الله وعبادته . وفي المراد بالتكاثر ثلاثة أقوال . أحدها : التكاثر بالأموال والأولاد ، قاله الحسن . والثاني : التفاخر بالقبائل والعشائر ، قاله قتادة . والثالث : التشاغل بالمعاش والتجارة ، قاله الضحاك . وفي قوله تعالى { حتى زرتم المقابر } قولان . أحدهما : حتى أدرككم الموت على تلك الحال ، فصرتم في المقابر زُوَّاراً ترجعون منها إلى منازلكم من الجنة أو النار ، كرجوع الزائر إلى منزله . والثاني : حتى زرتم المقابر فَعَدَدْتم من فيها [ من ] موتاكم . قوله تعالى : { كلا } قال الزحاج : هي ردع وتنبيه . والمعنى : ليس الأمر الذي ينبغي أن يكونوا عليه التكاثر . قوله تعالى : { سوف تعلمون } عاقبة تكاثركم وتفاخركم إذا نزل بكم الموت . وقيل : العلم الأول : يقع عند نزول الموت . والثاني : عند نزول القبر . قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين } المعنى : لو تعلمون الأمر علماً يقيناً لَشَغَلَكم ما تعلمون عن التكاثر ، والتفاخر . وجواب « لو » محذوف : وهو ما ذكرنا . ثم أوعدهم وعيداً آخر فقال تعالى : { لَتَرَوُنَّ الجحيم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وحمزة « لتَرون » « ثم لتَرونها » بفتح التاء . وقرأ مجاهد ، وعكرمة ، وحميد ، وابن أبي عبلة « لتُرون » « لتُرونها » بضم التاء فيهما من غير همز { ثم لَتَرَوُنَّها عين اليقين } أي : مشاهدة ، فكان المراد بـ « عين اليقين » نفسه ، لأن عين الشيء : ذاته . قوله تعالى : { ثم لتسألُنَّ يومئذ عن النعيم } اختلفوا ، هل هذا السؤال عام ، أم لا ؟ على قولين . أحدهما : أنه خاص للكفار ، قاله الحسن . والثاني : عام ، قاله قتادة . وللمفسرين في المراد بالنعيم عشرة أقوال . أحدها : أنه الأمن والصحة ، رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وتارة يأتي موقوفاً عليه ، وبه قال مجاهد والشعبي . والثاني : أنه الماء البارد ، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثالث : أنه الخبز البُرّ والماءُ العَذْبُ ، قاله أبو أُمامة . والرابع : أنه ملاذ المأكول والمشروب ، قاله جابر بن عبد الله . والخامس : أنه صحة الأبدان ، والأسماع ، والأبصار ، قاله ابن عباس . وقال قتادة : هو العافية . والسادس : أنه الغداء والعشاء ، قاله الحسن . والسابع : الصحة والفراغ ، قاله عكرمة . والثامن : كل شيء من لذة الدنيا ، قاله مجاهد . والتاسع : أنه إنعام الله على الخلق بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله القرظي . والعاشر : أنه صنوف النعم ، قاله مقاتل . والصحيح أنه عام في كل نعيم ، وعام في جميع الخلق ، فالكافر يسأل توبيخاً إذا لم يشكر المنعم ، ولم يوحِّده . والمؤمن يسأل عن شكرها . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : " ثلاث لا أسأل عبدي عن شكرهن وأسأله عما سوى ذلك ، بيت يُكنُّه ؛ وما يقيم به صلبه من الطعام ، وما يواري به عورته من اللباس " .