Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-3)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفي « الكوثر » ستة أقوال . أحدها : أنه نهر في الجنة . روى البخاري في أفراده من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب الدُّرِّ المجوَّف . قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل ، فإذا طِينُه ، أو طيبه ، مسك أذفر " . وروى مسلم أيضاً في أفراده من حديث أنس أيضاً قال : " أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسِّماً إما قال لهم ، وإما قالوا له : لم ضَحِكْتَ ؟ فقال : « إنه أُنزل عليَّ الآن آنفاً سورة » فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر } حتى ختمها . وقال : « هل تدرون ما الكوثر ؟ » فقالوا : الله ورسوله أعلم . قال : « هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير تَرِدُ عليه أُمتي يوم القيامة آنيته عدد كواكب السماء ، يختلج العبد منهم ، فأقول : يا رب إنه من أمتي ، فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك » " . والثاني : أن الكوثر : الخير الكثير الذي أُعْطِيَ نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . والثالث : العلم والقرآن ، قاله الحسن . والرابع : النبوة ، قاله عكرمة . والخامس : أنه حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه ، قاله عطاء . والسادس : أنه كثرة أتباعه ، وأمته ، قاله أبو بكر بن عياش . قوله تعالى : { فصل لربك } في هذه الصلاة ثلاثة أقوال . أحدها : صلاة العيد . وقال قتادة : صلاة الأضحى . والثاني : صلاة الصبح بالمزدلفة ، قاله مجاهد . والثالث : الصلوات الخمس ، قاله مقاتل . وفي قوله تعالى : { وانحر } خمسة أقوال . أحدها : اذبح يوم النحر ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال عطاء ، ومجاهد ، والجمهور . والثاني : وضع اليمين على اليسرى عند النحر في الصلاة . والثالث : أنه رفع اليدين بالتكبير إلى النحر ، قاله أبو جعفر محمد بن علي . والرابع : أن المعنى : صل لله ، وانحر لله ، فإن ناساً يصلون لغيره ، وينحرون لغيره ، قاله القرظي . والخامس : أنه استقبال القبلة بالنحر ، حكاه الفراء . قوله تعالى : { إن شانئك } اختلفوا فيمن عنى بذلك على خمسة أقوال . أحدها : أنه العاص بن وائل السهمي ، قاله ابن عباس : نزلت في العاص ابن وائل ، لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فوقف يحدثه حتى دخل العاص المسجد ، وفيه أُناس من صناديد قريش ، فقالوا له : مَن الذي كنتَ تُحَدِّث ؟ قال : ذاك الأبتر ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يسمون من ليس له ابن : أبتر ، فأنزل الله عز وجل هذه السورة . وممن ذهب إلى أنها نزلت في العاص سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنه أبو جهل ، روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : أبو لهب ، قاله عطاء . والرابع : عقبة بن أبي معيط ، قاله شمر بن عطية . والخامس : أنه عنى به جماعة من قريش ، قاله عكرمة . والشانىء : المبغض ، والأبتر : المنقطع عن الخير .