Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-6)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيها قولان . أحدهما : مكية ، قاله ابن مسعود ، والحسن ، والجمهور . والثاني : مدنية ، روي عن قتادة . ذكر سبب نزولها . اختلفوا على ثلاثة أقوال . أحدها : أن رهطاً من قريش منهم الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث لقوا العباس بن عبد المطلب ، فقالوا : يا أبا الفضل : لو أن ابن أخيك أسلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول ولآمنا بالاهه ، فأتاه العباس فأخبره ، فنزلت هذه السورة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أن عتبة بن ربيعة ، وأميّة بن خَلَف لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا محمد : لا ندعك حتى تتبع ديننا ، ونتبع دينك ، فإن كان أمرنا رشداً كنتَ قد أخذتَ بحظِّك منه ، وإن كان أمرك رشداً كنا قد أخذنا بحظنا منه ، فنزلت هذه السورة ، قاله عبيد ابن عمير . والثالث : أن قريشاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن سَرَّك أن نتبع دينك عاماً ، وترجع إلى ديننا عاماً ، فنزلت هذه السورة ، قاله وهب . قال مقاتل في آخرين : نزلت هذه السورة في أبي جهل وفي المستهزئين ، ولم يبق من الذين نزلت فيهم أحد . وأما قوله تعالى : { لا أَعْبُدُ } فهو في موضع « مَنْ » ولكنه جعل مقابلاً لقوله تعالى : { ما تعبدون } وهي الأصنام . وفي تكرار الكلام قولان . أحدهما : لتأكيد الأمر ، وحسم أطماعهم فيه ، قاله الفراء . وقد أنعمنا شرح هذا في سورة [ الرحمن : 13 ] . والثاني : أن المعنى { لا أعبد ما تعبدون } في حالي هذه { ولا أنتم } في حالكم هذه { عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم } فيما أستقبل ، وكذلك أنتم ، فنفى عنه وعنهم ذلك في الحال والاستقبال ، وهذا في قوم بأعيانهم ، أعلمه الله عز وجل أنهم لا يؤمنون ، كما ذكرنا عن مقاتل ، فلا يكون حيئذ تكراراً ، هذا قول ثعلب ، والزجاج . وقوله تعالى : { لكم دينكم ولي دين } فتح ياء « وليَ » نافع ، وحفص ، وأبان عن عاصم . وأثبت ياء « ديني » في الحالين يعقوب . وهذا منسوخ عند المفسرين بآية السيف .