Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 19-19)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وجاءت سيارة } أي : قوم يسيرون { فأرسلوا واردهم } قال الأخفش : أنّث السيارة وذكّر الوارد ، لأن السيارة في المعنى للرجال . وقال الزجاج : الوارد : الذي يَرِدُ الماء ليستقي للقوم . وفي اسم هذا الوارد قولان . أحدهما : مالك بن ذُعْر بن يؤيب بن عيفا بن مدين بن إِبراهيم ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : مجلث بن رعويل ، قاله وهب بن منبه . قوله تعالى : { فأدلى دَلْوَهُ } أي : أرسلها . قال الزجاج : يقال : أدليت الدلو : إِذا أرسلتها لتملأها ودلوتها : إِذا أخرجتها . { قال يا بشراي } قرأه ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « يا بشرايَ » بفتح الياء وإِثبات الألف . وروى ورش عن نافع « بشرايْ » و « محيايْ » [ الأنعام : 162 ] و « مثواي » [ يوسف : 23 ] بسكون الياء . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي « يا بشرى » بألف بغير ياء . وعاصم بفتح الراء ، وحمزة ، والكسائي يميلانها . قال الزجاج : من قرأ « يا بشراي » فهذا النداء تنبيه للمخاطبين ، لأن البشرى لا تجيب ولا تعقل ؛ فالمعنى : أبشروا ، ويا أيها البشرى هذا من أوانك ، وكذلك إِذا قلت : يا عجباه ، فكأنك قلت : اعجبوا ، ويا أيها العجب هذا من حينك ؛ وقد شرحنا هذا المعنى [ هود 69 و 74 ] . فأما قراءة من قرأ « يا بشرى » فيجوز أن يكون المعنى : يا من حضر ، هذه بشرى . ويجوز أن يكون المعنى : يا بشرى هذا أوانك على ما سبق بيانه من تنبيه الحاضرين . وذكر السدي أنه نادى بذاك أحدهم وكان اسمه بشرى . وقال ابن الأنباري : يجوز فيه هذه الأقوال ، ويجوز أن يكون اسم امرأة . وقرأ أبو رجاء ، وابن أبي عبلة : « يا بُشْرَيَّ » بتشديد الياء وفتحها من غير ألف . قال ابن عباس : لما أدلى دَلْوَه ؛ تعلق يوسف بالحبل فنظر إِليه فإذا غلام أحسن ما يكون من الغلمان ، فقال لأصحابه : البشرى ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : هذا غلام في البئر ، فأقبلوا يسألونه الشركة فيه ، واستخرجوه من الجُبِّ ، فقال بعضهم لبعض : اكتموه عن أصحابكم لئلا يسألونكم الشركة فيه ، فإن قالوا : ما هذا ؟ فقولوا : استبضعنَاه أهل الماء لنبيعه لهم بمصر ؛ فجاء إخوة يوسف فطلبوه فلم يجدوه في البئر ، فنظروا ، فإذا هم بالقوم ومعهم يوسف ، فقالوا لهم : هذا غلام أبق منا ، فقال مالك بن ذعر : فأنا أشتريه منكم ، فباعوه بعشرين درهماً وحُلَّة ونعلين ، وأسره مالك بن ذعر من أصحابه ، وقال : استبضعَناه أهل الماء لنبيعه لهم بمصر . قوله تعالى : { وأسرُّوه بضاعة } قال الزجاج : « بضاعةً » منصوب على الحال ، كأنه قال : وأسرّوه جاعليه بضاعة . وقال ابن قتيبة : أسرّوا في أنفسهم أنه بضاعة وتجارة . في الفاعلين لذاك قولان : أحدهما : أنهم واردو الجب . أسرّوا ابتياعه عن باقي أصحابهم ، وتواصَوا أنه بضاعة استبضعهم إِياها أهل الماء ؛ وقد ذكرنا هذا المعنى عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد . والثاني : أنهم إِخوته ، أسروّا أمره ، وباعوه ، وقالوا : هو بضاعة لنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس أيضاً . قوله تعالى : { والله عليم بما يعملون } يعمّ الباعة والمشترين .