Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 1-1)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فصل في نزولها . هي مكية بالإِجماع . وفي سبب نزولها قولان . أما القول الأول ، فروي عن سعد بن أبي وقاص . قال : أُنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله تعالى : { آلر . تلك آيات الكتاب المبين } إِلى قوله : { نحن نقص عليك أحسن القصص } ، فتلاه عليهم زماناً ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل الله تعالى { الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني } [ الزمر : 23 ] كل ذلك يؤمرون بالقرآن . وقال عون بن عبد الله : ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلَّة ، فقالوا : يا رسول الله حدِّثنا ، فأنزل الله عز وجل { الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني } [ الزمر : 23 ] ، ثم إِنهم ملوّا مَلَّة أخرى ، فقالوا : يا رسول الله ، فوق الحديث ، ودون القرآن ، يعنون القصص ، فأنزل الله { نحن نقص عليك أحسن القصص } ، فأراد الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص ، فدلهم على أحسن القصص . والثاني : رواه الضحاك عن ابن عباس قال : سألت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف ، فأنزل الله عز وجل { الر تلك آيات الكتاب المبين . إِنا أنزلناه قرآنا عربياً } وذلك أن التوراة بالعبرانية ، والإِنجيل بالسريانية ، وأنتم قوم عرب ، ولو أنزلته بغير العربية ما فهمتموه . وقد بينا تفسير أول هذه السورة في أول ( يونس ) ، إِلا أنه قد ذكر ابن الأنباري زيادة وجه في هذه السورة ، فقال : لما لحق أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مللٌ وسآمة ، فقالوا له : حدثنا بما يزيل عنا هذا الملل ، فقال : « تلك الأحاديث التي تقدرون الانتفاع بها وانصراف الملل ، هي آيات الكتاب المبين » . وفي معنى { المبين } خمسة أقوال . أحدها : البيِّن حلاله وحرامه ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : المبيّن للحروف التي تسقط عن ألسن الأعاجم ، رواه خالد بن معدان عن معاذ بن جبل . والثالث : البيِّن هداه ورشده ، قاله قتادة . والرابع : المبيِّن للحق من الباطل . والخامس : البيِّن إِعجازه فلا يعارَض ، ذكرهما الماوردي .