Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 70-72)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فلما جهزهم بجهازهم } قال المفسرون : أوفى لهم الكيل ، وحمَّل لـ « بنيامين » بعيراً باسمه كما حمَّل لهم ، وجعل السقاية في رحل أخيه ، وهي الصواع ، فهما اسمان واقعان على شيء واحد ، كالبُرِّ والحنطة ، والمائدة والخُوان . وقال بعضهم : الاسم الحقيقي : الصواع ، والسقاية وصف ، كما يقال : كوز ، وإِناء ، فالاسم الخاص : الكوز . قال المفسرون : جعل يوسف ذلك الصاع مكيالاً لئلا يُكال بغيره . وقيل : كال لإِخوته بذلك ، إِكراماً لهم . قالوا : ولما ارتحل إِخوة يوسف وأمعنوا ، أرسل الطلب في أثرهم ، فأُدركوا وحبسوا ، { ثم أذَّن مؤذِّن } قال الزجاج : أعلم مُعْلم ، يقال : آذنته بالشيء ، فهو مؤذن به ، أي : أعلمته ، وآذنت : أكثرت الإِعلام بالشيء ، يعني : أنه إِعلام بعد إِعلام . { أيتها العير } يريد : أهل العير ، فأنث لأنه جعلها للعير . قال الفراء : لا يقال : عير ، إِلا لأصحاب الإِبل . وقال أبو عبيدة : العير : الإِبل المرحولة المركوبة . وقال ابن قتيبة : العير : القوم على الإِبل . فإن قيل : كيف جاز ليوسف أن يُسرِّق من لم يسرق ؟ فعنه أربعة أجوبة : أحدها : أن المعنى : إِنكم لسارقون يوسف حين قطعتموه عن أبيه وطرحتموه في الجب ، قاله الزجاج . والثاني : أن المنادي نادى وهو لا يعلم أن يوسف أمر بوضع السقاية في رحل أخيه ، فكان غير كاذب في قوله ، قاله ابن جرير . والثالث : أن المنادي نادى بالتسريق لهم بغير أمر يوسف . والرابع : أن المعنى : إِنكم لسارقون فيما يظهر لمن لم يعلم حقيقة أخباركم ، كقوله : { ذق إِنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان 49 ] أي : عند نفسك ، لا عندنا ، وقولِ النبي صلى الله عليه وسلم : " كذب إِبراهيم ثلاث كَذَبات " أي : قال قولاً يشبه الكذب ، وليس به . قوله تعالى : { قالوا } يعني : إِخوة يوسف { وأقبوا عليهم } فيه قولان . أحدهما : على المؤذن وأصحابه . والثاني : أقبل المنادي ومن معه على إِخوة يوسف بالدعوى . { ماذا تفقدون } مالذي ضلَّ عنكم ؟ { قالوا نفقد صواع الملك } قال الزجاج : الصواع هو الصاع بعينه ، وهو يذكّر ويؤنّث ، وكذلك الصاع يذكّر ويؤنّث . وقد قرىء : « صياع » بياء ، وقرىء : « صَوْغ » بغين معجمة ، وقرىء : « صَوع » بعين غير معجمة مع فتح الصاد ، وضمها ، وقرأ أبو هريرة : « صاع الملك » وكل هذه لغات ترجع إِلى معنى واحد ، إِلا أن الصوغ ، بالغين المعجمة ، مصدر صغت ، وُصف الإِناء به ، لأنه كان مصوغاً من ذهب . واختلفوا في جنسه على خمسة أقوال : أحدها : أنه كان قدحاً من زبرجد . والثاني : أنه كان من نحاس ، رويا عن ابن عباس . والثالث : أنه كان شربة من فضة مرصَّعة بالجوهر ، قاله عكرمة . والرابع : كان كأساً من ذهب ، قاله ابن زيد . والخامس : كان من مِسٍّ ، حكاه الزجاج . وفي صفته قولان : أحدهما : أنه كان مستطيلاً يشبه المكوك . والثاني : أنه كان يشبه الطاس . قوله تعالى : { ولمن جاء به } يعني الصواع { حمل بعير } من الطعام { وأنا به زعيم } أي : كفيل لمن ردَّه بالحِمل ، يقوله المؤذِّن .