Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-2)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { المر } قد ذكرنا في سورة ( البقرة ) جملةً من الكلام في معاني هذه الحروف . وقد روي عن ابن عباس في تفسير هذه الكلمة ثلاثة أقوال : أحدها : أن معناها : أنا الله أعلم وأرى ، رواه أبو الضحى عنه . والثاني : أنا الله أرى ، رواه سعيد بن جبير عنه . والثالث : أنا الله الملِك الرحمن ، رواه عطاء عنه . قوله تعالى : { تلك آيات الكتاب } في « تلك » قولان ، وفي « الكتاب » قولان قد تقدمت في أول ( يونس ) . قوله تعالى : { والذي أُنزل إِليك من ربك الحق } يعني : القرآن وغيره من الوحي { ولكنَّ أكثر الناس لا يؤمنون } قال ابن عباس : يعني : أهل مكة . قال الزجاج : لما ذكر أنهم لا يؤمنون ، عرَّف الدليل الذي يوجب التصديق بالخالق فقال : { الله الذي رفع السموات بغير عمد } قال أبو عبيدة : العَمَد : متحرك الحروف بالفتحة ، وبعضهم يحركها بالضمة ، لأنها جمع عمود ، وهو القياس ، لأن كل كلمة هجاؤها أربعة أحرف الثالث منها ألِف أو ياء أو واو ، فجميعه مضموم الحروف ، نحو رسول ، والجمع : رسل ، وحمار ، والجمع : حُمُر ، غير أنه قد جاءت أسامي استعملوا جميعها بالحركة والفتحة ، نحو عمود ، وأديم ، وإِهاب ، قالوا : أَدَم ، وأَهَب . ومعنى « عمدٍ » سَوارٍ ، ودعائم ، وما يَعْمِد البناء . وقرأ أبو حيوة : « بغير عُمُد » بضم العين والميم . وفي قوله : { ترونها } قولان : أحدهما : أن هاء الكناية ترجع إِلى السموات ، فالمعنى : ترونها بغير عَمَد ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وقتادة ، والجمهور . وقال ابن الأنباري : « ترونها » خبر مستأنف ، والمعنى : رفع السموات بلا دعامة تمسكها ، ثم قال : « ترونها » أي : ماتشاهدون من هذا الأمر العظيم ، يغنيكم عن إِقامة الدلائل عليه . والثاني : أنها ترجع إِلى العَمَد ، فالمعنى : إِنها بعمد لا ترونها ، رواه عطاء ، والضحاك عن ابن عباس ، وقال : لها عَمَد على قاف ، ولكنكم لا ترون العَمَد ، وإِلى هذا القول ذهب مجاهد ، وعكرمة ، والأول أصح . قوله تعالى : { وسخر الشمس والقمر } اي : ذلَّلهما لما يُراد منهما { كل يجري لأجل مسمى } أي : إِلى وقت معلوم ، وهو فناء الدنيا . { يدبِّر الأمر } أي : يصرِّفه بحكمته . { يفصِّل الآيات } أي : يبيِّن الآيات التي تدل أنه قادر على البعث لكي توقنوا بذلك . وقرأ أبو رزين ، وقتادة ، والنخعي . « ندبِّر الأمر نفصِّل الآيات » بالنون فيهما .