Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 22-24)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والذين صبروا } أي : على ما أُمروا به { ابتغاء وجه ربهم } أي : طلباً لرضاه { وأقاموا الصلاة } أتمُّوها { وأنفقوا مما رزقناهم } من الأموال في طاعة الله . قال ابن عباس : يريد بالصلاة : الصلوات الخمس ، وبالإِنفاق : الزكاة . قوله تعالى : { ويدرؤون } أي : يدفعون { بالحسنة السيئة } . وفي المراد بهما خمسة أقوال : أحدها : يدفعون بالعمل الصالح الشرَّ من العمل ، قاله ابن عباس . والثاني : يدفعون بالمعروف المنكر ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : بالعفو الظلمَ ، قاله جُوَيبر . والرابع : بالحلم السفهَ ، كأنهم إِذا سُفه عليهم حَلُموا ، قاله ابن قتيبة . والخامس : بالتوبة الذنْبَ ، قاله ابن كيسان . قوله تعالى : { أولئك لهم عقبى الدار } قال ابن عباس : يريد : عقباهم الجنة ، أي : تصير الجنة آخر أمرهم . قوله تعالى : { ومن صلح } وقرأ ابن أبي عبلة : « صلُح » بضم اللام . ومعنى « صلح » آمن ، وذلك أن الله تعالى ألحق بالمؤمن أهله المؤمنين إِكراماً له ، لتقرَّ عينُه بهم . { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } قال ابن عباس : بالتحية من الله والتحفة والهدايا . قوله تعالى : { سلام عليكم } قال الزجاج : أُضمر القول هاهنا ، لأن في الكلام دليلاً عليه . وفي هذا السلام قولان : أحدهما : أنه التحية المعروفة ، يدخل الملَك فيسلِّم وينصرف . قال ابن الأنباري : وفي قول المسلِّم : سلام عليكم ، قولان : أحدهما : أن السلام : اللهُ عز وجل ، والمعنى : الله عليكم ، أي : على حفظكم . والثاني : أن المعنى : السلامة عليكم ، فالسلام جمع سلامة . والثاني : أن معناه : إِنما سلَّمكم الله تعالى من أهوال القيامة وشرِّها بصبركم في الدنيا . وفيما صبروا عليه خمسة أقوال : أحدها : أنه أمر الله ، قاله سعيد بن جبير . والثاني : فضول الدنيا ، قاله الحسن . والثالث : الدِّين . والرابع : الفقر ، رويا عن أبي عمران الجَوني . والخامس : أنه فقد المحبوب ، قاله ابن زيد .