Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 28-29)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الذين آمنوا } هذا بدل من قوله : { أناب } ، والمعنى : يهدي الذين آمنوا ، { وتطمئن قلوبهم بذِكر الله } في هذا الذِّكر قولان : أحدهما : أنه القرآن . والثاني : ذِكر الله على الإِطلاق . وفي معنى هذه الطمأنينة قولان : أحدهما : أنها الحُب له والأُنس به . والثاني : السكون إِليه من غير شك ، بخلاف الذين إِذا ذُكر الله اشمأزت قلوبهم . قوله تعالى : { ألا بذِكر الله } قال الزجاج : « ألا » حرف تنبيه وابتداء ، والمعنى : تطمئن القلوب التي هي قلوب المؤمنين ، لأن الكافر غير مطمئن القلب . قوله تعالى : { طوبى لهم } فيه ثمانية أقوال : أحدها : أنه اسم شجرة في الجنة . روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن رجلاً قال : يا رسول الله ، ما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها " ، وقال أبو هريرة : طوبى : شجرة في الجنة ، يقول الله عز وجل لها : تفتَّقي لعبدي عما شاء ، فتتفتق له عن الخيل بسروجها ولُجمها ، وعن الإِبل بأزمَّتها : وعمَّا شاء من الكسوة . وقال شهر بن حوشب : طوبى : شجرة في الجنة ، كل شجر الجنة منها أغصانها ، من وراء سور الجنة ، وهذا مذهب عطية ، وشمر بن عطية ، ومغيث بن سُمَي ، وأبي صالح . والثاني : أنه اسم الجنة بالحبشية ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . قال المصنف : وقرأت على شيخنا أبي منصور عن سعيد بن مَسْجوح قال : طوبى : اسم الجنة بالهندية ، وممن ذهب إِلى أنه اسم الجنة عكرمة ، وعن مجاهد كالقولين . والثالث : أن معنى طوبى لهم : فرح وقُرَّة عين لهم ، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . والرابع : أن معناه : نُعمى لهم ، قاله عكرمة في رواية ، وفي رواية أخرى عنه : نِعم مالهم . والخامس : غبطة لهم ، قاله سعيد بن جبير ، والضحاك . والسادس : أن معناه : خير لهم ، قاله النخعي في رواية ، وفي أخرى عنه قال : الخير والكرامة اللَّذان أعطاهم الله . وروى معمر عن قتادة قال : يقول الرجل للرجل : طوبى لك ، أي : أصبتَ خيراً ، وهي كلمة عربية . والسابع : حسنى لهم ، رواه سعيد عن قتادة عن الحسن . والثامن : أن المعنى : العيش الطِّيب لهم . « و طوبى » عند النحويين : فُعلى من الطيب ، هذا قول الزجاج . وقال ابن الأنباري : تأويلها : الحال المستطابة ، والخَلَّة المستلَذَّة ، وأصلها : « طُيْبى » فصارت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها كما صارت في « مُوقن » والأصل فيه « مُيْقن » لأنه مأخوذ من اليقين ، فغلبت الضمة فيه الياء فجعلتها واواً . قوله تعالى : { وحسن مآب } المآب : المرجع والمنقلَب .