Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 42-43)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولا تحسبَنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون } قال ابن عباس : هذا وعيد للظالم ، وتعزية للمظلوم . قوله تعالى : { إِنما يؤخِّرهم } وقرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمي ، وأبو رزين ، وقتادة : « نؤخِّرهم » بالنون ، أي : يؤخر جزاءهم { ليوم تشخص فيه الأبصار } أي : تشخص أبصار الخلائق لظهور الأحوال فلا تغتمض . قوله تعالى : { مهطعين } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن الإِهطاع : النظر من غير أن يَطْرِف الناظر ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، والضحاك ، وأبو الضُّحى . والثاني : أنه الإِسراع ، قاله الحسن ، وسعيد بن جُبير ، وقتادة ، وأبو عبيدة . وقال ابن قتيبة : يقال : أهطع البعير في سيره ، واستهطع : إِذا أسرع . وفي ما أسرعوا إِليه قولان . أحدهما : إِلى الداعي ، قاله قتادة . والثاني : إِلى النار ، قاله مقاتل . والثالث : أن المُهطع : الذي لا يرفع رأسه ، قاله ابن زيد . وفي قوله : { مقنعي رؤوسهم } قولان : أحدهما : رافعي رؤوسهم ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وأبو عبيدة ، وأنشد أبو عبيدة : @ أَنْغَضَ نَحْوِي رَأْسَهُ وأَقْنَعَا كَأَنَمَّا أَبْصَرَ شَيْئَاً أَطْمَعَا @@ وقال ابن قتيبة : المقنع رأسه : الذي رفعه وأقبل بطرْفه على ما بين يديه . وقال الزجاج : رافعي رؤوسهم ، ملتصقة بأعناقهم . « ومهطعين مقنعي رؤوسهم » نصبٌ على الحال ، المعنى : ليوم تشخص فيه أبصارهم مهطعين . والثاني : ناكسي رؤوسِهم ، حكاه الماوردي عن المؤرِّج . قوله تعالى : { لا يرتدُّ إِليهم طرفهم } أي : لا ترجع إِليهم أبصارهم من شدة النظر ، فهي شاخصة . قال ابن قتيبة : والمعنى : أن نظرهم إِلى شيء واحد . قال الحسن : وجوه الناس يوم القيامة إِلى السماء ، لا ينظر أحد إِلى أحد . قوله تعالى : { وأفئدتهم هواءٌ } الأفئدة : مساكن القلوب . وفي معنى الكلام أربعة أقوال : أحدها : أن القلوب خرجت من مواضعها فصارت في الحناجر ، رواه عطاء عن ابن عباس . وقال قتادة : خرجت من صدورهم فنَشِبَت في حلوقهم ، فأفئدتهم هواءٌ ليس فيها شيء . والثاني : وأفئدتهم ليس فيها شيء من الخير ، فهي كالخِرْبة ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثالث : وأفئدتهم مُنخرِقة لا تعي شيئاً ، قاله مُرَّة بن شراحيل . وقال الزجاج : متخرِّقة لا تعي شيئاً من الخوف . والرابع : وأفئدتهم جُوْف لا عقول لها ، قاله أبو عبيدة ، وأنشد لحسَّان : @ أَلاَ أَبْلِغْ أُبَا سُفْيَانَ عَنِّي فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَوَاءُ @@ فعلى هذا يكون المعنى : أن قلوبهم خلت عن العقول ، لمِا رأوا من الهول . والعرب تسمي كلَّ أجوَفَ خاوٍ : هواءً . قال ابن قتيبة : ويقال : أفئدتهم منخوبة من الخوف والجُبْن .