Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 54-66)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قال أبشَّرتموني } أي : بالولد { على أن مسَّني الكِبَرُ } أي : على حالة الكِبَر والهرم { فبم تُبشِّرونَ } قرأ أبو عمر ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : « تُبشِّرونَ » بفتح النون . وقرأ نافع بكسر النون ، ووافقه ابن كثير في كسرها ، لكنه شددها . وهذا استفهام تعجب ، كأنه عجب من الولد على كِبَرِه . { قالوا بشَّرناك بالحق } أي : بما قضى الله أنه كائن { فلا تكن من القانطين } يعني : الآيسين . { قال ومن يقنط } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة : « ومن يقنَط » بفتح النون في جميع القرآن . وقرأ أبو عمرو ، والكسائي : « يقنِط » بكسر النون . وكلهم قرؤوا { من بعد ماقَنَطوا } [ الشورى : 28 ] بفتح النون . وروى خارجة عن أبي عمرو « ومن يقنُط » بضم النون . قال الزجاج : يقال : قنِط يقنَط ، وقنَط يقنِط ، والقُنوط بمعنى اليأس ، ولم يكن إِبراهيم قانطاً ، ولكنه استبعد وجود الولد . { قال فما خطبكم } أي : ما أمرُكم ؟ { قالوا إِنا أُرسلنا } أي : بالعذاب . وقوله : { إِلا آل لوط } استثناء ليس من الأول . فأما آل لوط ، فهم أتباعه المؤمنون . قوله تعالى : { إِنا لمنجوهم } قرأ ابن كثير ، ونافع وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « لمنجُّوهم » مشددة الجيم . وقرأ حمزة ، والكسائي « لمُنجوهم » خفيفة . قوله تعالى : { إِلا امرأته } المعنى : إٍنا لمنجوهم إِلا امرأته { قدَّرنا } وروى أبو بكر عن عاصم « قَدَرْنا » بالتخفيف ، والمعنى واحد ، يقال : قدَّرت وقدّرْت ، والمعنى : قضينا { إِنها لمن الغابرين } يعني : الباقين في العذاب . قوله تعالى : { إِنكم قوم منكرون } يعني : لا أعرفكم ، { قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون } يعنون : العذاب ، كانوا يشكّون في نزوله . { وأَتيناك بالحق } أي : بالأمر الذي لا شك فيه من عذاب قومك . قوله تعالى : { واتَّبِعْ أدبارهم } أي : سِرْ خلفهم { وامضوا حيث تؤمرون } أي : حيث يأمركم جبريل . وفي المكان الذي أُمِروا بالمضي إِليه قولان : أحدهما : أنه الشام ، قاله ابن عباس . والثاني : قرية من قرى قوم لوط ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { وقضينا إِليه ذلك الأمر } أي : أوحينا إِليه ذلك الأمر ، أي : الأمر بهلاك قومه ، قال الزجاج : فسَّر : ما الأمر بباقي الآية ، والمعنى : وقضينا إِليه أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين . فأما الدابر ، فقد سبق تفسيره [ الأنعام : 45 ] ، والمعنى : إِن آخر من يبقى منكم يَهْلِك وقت الصبح .