Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 120-122)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِن إبراهيم كان أُمَّة } قال ابن الأنباري : هذا مثل قول العرب : فلان رحمة ، وفلان علاَّمة ، ونسَّابة ، ويقصدون بهذا التأنيث قصد التناهي في المعنى الذي يصفونه ، والعرب قد توقع الأسماء المبهَمة على الجماعة ، وعلى الواحد ، كقوله : { فنادته الملائكة } [ آل عمران : 39 ] ، وإِنما ناداه جبريل وحده . وللمفسرين في المراد بالأُمَّة هاهنا ثلاثة أقوال : أحدها : أن الأُمَّة : الذي يعلِّم الخير ، قاله ابن مسعود ، والفراء ، وابن قتيبة . والثاني : أنه المؤمن وحده في زمانه ، روى هذا المعنى الضحاك عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد . والثالث : أنه الإِمام الذي يُقتدَى به ، قاله قتادة ، ومقاتل ، وأبو عبيدة ، وهو في معنى القول الأول . فأما القانت فقال ابن مسعود : هو المطيع . وقد شرحنا « القنوت » في [ البقرة : 116 ، 238 ] وكذلك الحنيف [ البقرة 135 ] . قوله تعالى : { ولم يَكُ } قال الزجاج : أصلها : لم يكن ، وإِنما حذفت النون عند سيبويه ، لكثرة استعمال هذا الحرف ، وذكر الجلَّة من البصرين أنها إِنما احتملت الحذف ، لأنه اجتمع فيها كثرة الاستعمال ، وأنها عبارة عن كل ما يمضي من الأفعال وما يستأنف ، وأنها قد أشبهت حروف اللين ، وأنها تكون علامة كما تكون حروف اللين علامة ، وأنها غُنَّة تخرج من الأنف ، فلذلك احتملت الحذف . قوله تعالى : { شاكراً لأنعمه } انتصب بدلاً من قوله : { أُمَّةً قانتاً } وقد ذكرنا واحد الأنعم آنفاً ، وشرحنا معنى « الاجتباء » في [ الأنعام : 87 ] قال مقاتل : والمراد بالصراط المستقيم هاهنا : الإِسلام . قوله تعالى : { وآتيناه في الدنيا حسنة } فيها ستة أقوال : أحدها : أنه الذِّكْر الحسن ، قاله ابن عباس . والثاني : النبوَّة ، قاله الحسن . والثالث : لسان صدق ، قاله مجاهد . والرابع : اجتماع المِلَل على ولايته ، فكلهم يتولّونه ويرضَونه ، قاله قتادة . والخامس : أنها الصلاة عليه مقرونة بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله مقاتل بن حيان . والسادس : الأولاد الأبرار على الكِبَر ، حكاه الثعلبي . وباقي الآية مفسر في [ البقرة : 130 ] .