Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 83-84)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِذا أنعمنا على الإِنسان } قال ابن عباس : الإِنسان هاهنا : الكافر ، والمراد به : الوليد بن المغيرة . قال المفسرون : وهذا الإِنعام : سَعة الرزق ، وكشف البلاء . { ونأى بجانبه } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحفص عن عاصم : « ونأى » على وزن « نعى » بفتح النون والهمزة . وقرأ ابن عامر : « ناء » مثل « باع » . وقرأ الكسائي ، وخلف عن سليم عن حمزة : « وناء » بامالة النون والهمزة . وروى خلاَّد عن سليم : « نئي » بفتح النون ، وكسر الهمزة ؛ والمعنى : تباعد عن القيام بحقوق النِّعم ، وقيل : تعظَّم وتكبَّر . { وإِذا مسَّه الشرُّ } أي : نزل به البلاء والفقر { كان يَؤوساً } أي : قَنوطاً شديد اليأس ، لا يرجو فضل الله . قوله تعالى : { قل كلٌّ يعمل على شاكلته } فيها ثلاثة أقوال . أحدها : على ناحيته ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير . قال الفراء : الشاكلة : الناحية ، والجديلة ، والطريقة ، سمعت بعض العرب يقول : وعبد الملك إِذ ذاك على جديلته ، وابن الزبير على جديلته ، يريد : على ناحيته . وقال أبو عبيدة : على ناحيته وخليقته . وقال ابن قتيبة : على خليقته وطبيعته ، وهو من الشكل . يقال : لستَ على شكلي ، ولا شاكلتي وقال الزجاج : على طريقته ، وعلى مذهبه . والثاني : على نِيَّته ؛ قاله الحسن ، ومعاوية بن قُرَّة . وقال الليث : الشاكلة من الأمور : ما وافق فاعله . والثالث : على دينه ، قاله ابن زيد . وتحرير المعنى : أن كل واحد يعمل على طريقته التي تشاكل أخلاقه ، فالكافر يعمل ما يشبه طريقته من الإِعراض عند النِّعم واليأس عند الشدة ، والمؤمن يعمل ما يشبه طريقته من الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء ، والله يجازي الفريقين . وذكر أبو صالح عن ابن عباس : أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [ التوبة : 5 ] ، وليس بشيء .