Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 86-87)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي أوحينا إِليك } قال الزجاج : المعنى : لو شئنا لمحوناه من القلوب والكتب ، حتى لا يوجد له أثر ، { ثم لا تجد لك به علينا وكيلا } أي : لا تجدَ من يتوكل [ علينا ] في ردّ شيء منه ، { إِلا رحمة من ربك } هذا استنثاء ليس من الأول ، والمعنى : لكن الله رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين . وقال ابن الأنباري : المعنى : لكن رحمة من ربك تمنع من أن تُسْلَبَ القرآن ، وكان المشركون قد خاطبوا نساءهم من المسلمين في الرجوع إِلى دين آبائهم ، فهدَّدهم الله عز وجل بسلب النِّعمة ، فكان ظاهر الخطاب للرسول ، ومعنى التهدُّدِ للأمة . وقال أبو سليمان : « ثم لا تجد لك به » أي : بما نفعله بك ، من إِذهاب ما عندك « وكيلاً » يدفعنا عما نريده بك . وروي [ عن ] عبد الله بن مسعود أنه قال : يسرى على القرآن في ليلة واحدة ، فيجيء جبريل من جوف الليل ، فيذهب به من صدورهم ومن بيوتهم ، فيصبحون لا يقرؤون آية ، ولا يحسنونها . وردّ أبو سليمان الدمشقي صحة هذا الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام : " إِن الله لا يقبض العلم انتزاعاً " ، وحديث ابن مسعود مروي من طُرُقٍ حِسان ، فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد بالعلم ما سوى القرآن ، فإن العلم ما يزال ينقرض حتى يكون رفع القرآن آخر الأمر .