Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-11)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض } اختلفوا فيمن نزلت على قولين . أحدهما : أنها نزلت في المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قول الجمهور ، منهم ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : أن المراد بها قوم لم يكونوا خلقوا حين نزولها ، قاله سلمان الفارسي . وكان الكسائي يقرأ بضم القاف من « قيل » والحاء من « حيل » والغين من « غيض » ، والجيم من « جيء » ، والسين من « سيء » و « سيئت » . وكان ابن عامر يضم من ذلك ثلاثة « حيل » و « سبق » و « سيء » و « سئيت » . وكان نافع يضم « سيء » و « سيئت » ، ويكسر البواقي ، والآخرون يكسرون جميع ذلك . وقال الفراء : أهل الحجاز من قريش ومن جاورهم من بني كنانة يكسرون القاف في « قيل » و « جيء » و « غيض » ، وكثير من عقيل ومن جاورهم وعامة أسد ، يشمون إلى الضم من « قيل » و « جيء » . وفي المراد بالفساد هاهنا خمسة أقوال . أحدها : أنه الكفر ، قاله ابن عباس . والثاني : العمل بالمعاصي ، قاله أبو العالية ، ومقاتل . والثالث : أنه الكفر والمعاصي ، قاله السّدي عن أشياخه . والرابع : أنه ترك امتثال الأوامر ، واجتناب النواهي ، قاله مجاهد . والخامس : أنه النفاق الذي صادفوا به الكفار ، وأطلعوهم على أسرار المؤمنين ، ذكره شيخنا علي بن عبيد الله . قوله تعالى : { إِنما نحن مصلحون } فيه خمسة أقوال . أحدها : أن معناه إنكار ماعرفوا به ، وتقديره : ما فعلنا شيئاً يوجب الفساد . والثاني : أن معناه : إنا نقصد الإصلاح بين المسلمين والكافرين ، والقولان عن ابن عباس . والثالث : أنهم أرادوا مصافاة الكفار صلاح ، لا فساد ، قاله مجاهد ، وقتادة . والرابع : أنهم أرادوا أن فعلنا هذا هو الصلاح ، وتصديق محمد هو الفساد ، قاله السّدي . والخامس : أنهم ظنوا أن مصافاة الكفار صلاح في الدنيا لا في الدين ، لأنهم اعتقدوا أن الدولة إن كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فقد أمنوه بمبايعته وإن كانت للكفار فقد أمنوهم بمصافاتهم ، ذكره شيخنا .