Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 121-124)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب } اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على قولين . أحدهما : أنها نزلت في الذين آمنوا من اليهود ، قاله ابن عباس . والثاني : في المؤمنين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله عكرمة ، وقتادة . وفي الكتاب قولان . أحدهما : أنه القرآن ، قاله قتادة . والثاني : أنه التوراة ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { يتلونه حق تلاوته } أي : يعملون به حق عمله ، قاله مجاهد . قوله تعالى : { أولئك يؤمنون به } في هاء « به » قولان . أحدهما : أنها تعود على الكتاب ، والثاني : على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وما بعد هذا قد سبق بيانه إلى قوله : { وإِذ ابتلى إِبراهيم ربه بكلمات } والابتلاء : الاختبار . وفي إبراهيم ست لغات . أحدها : إِبراهيم ، وهي اللغة الفاشية . والثانية : إبراهُم . والثالثة : ابراهَم . والرابعة : إِبراهِمْ ، ذكرهن الفراء . والخامسة : إِبراهام ، والسادسة : إِبرهم ، قال عبد المطلب : @ عذت بما عاذ به إِبرهم مستقبل الكعبة وهو قائم @@ وقال أيضا : @ نحن آل الله في كعبته لم يزل ذاك على عهد إِبرهم @@ وفي الكلمات خمسة أقوال . أحدها : أنها خمس في الرأس ، وخمس في الجسد . أما التي في الرأس ؛ فالفرق ، والمضمضة ، والاستنشاق ، وقص الشارب ، والسواك . وفي الجسد : تقليم الأظافر ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، والاستطابة بالماء ، والختان ، رواه طاووس عن ابن عباس . والثاني : أنها عشر ، ست في الإنسان ، وأربع في المشاعر . فالتي في الإنسان : حلق العانة ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظافر ، وقص الشارب ، والسواك ، والغسل من الجنابة ، والغسل يوم الجمعة . والتي في المشاعر : الطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة ، رواه حنش بن عبد الله عن ابن عباس . والثالث : أنها المناسك ، رواه قتادة عن ابن عباس . الرابع : أنه ابتلاه بالكوكب ، والشمس ، والقمر ، والهجرة ، والنار ، وذبح ولده والختان ، قاله الحسن . والخامس : أنها كل مسألة في القرآن ، مثل قوله : { ربّ اجعل هذا البلد آمناً } [ إبراهيم : 35 ] . ونحو ذلك ، قاله مقاتل . فمن قال : هي أفعال فعلها ؛ قال : معنى فأتمهن : عمل بهن . ومن قال : هي دعوات ومسائل ؛ قال : معنى فأتمهن : أجابه الله إليهن . وقد روي عن أبي حنيفة أنه قرأ : { إبراهيم } رفع الميم { ربه } بنصب الباء ، على معنى : اختبر ربه هل يستجيب دعاءه ، ويتخذه خليلاً أم لا ؟ . قوله تعالى : { ومن ذريتي } في الذرية قولان . أحدهما : أنها فعلية من الذر ، لأن الله أخرج الخلق من صلب آدم كالذر . والثاني : أن أصلها ذرُّورة ، على وزن : فعلولة ، ولكن لما كثر التضعيف أبدل من الراء الأخيرة ياءً ، فصارت : ذروية ، ثم أدغمت الواو في الياء ، فصارت : ذرية ذكرهما الزجاج ، وصوب الأول . وفي العهد هاهنا سبعة أقوال . أحدها : أنه الإمامة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وسعيد بن جبير . والثاني : أنه الطاعة ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : الرحمة ، قاله عطاء وعكرمة . والرابع : الدين ، قاله أبو العالية . والخامس : النبوة ، قاله السدي عن أشياخه . والسادس : الأمان ، قاله أبو عبيدة . والسابع : الميثاق ، قاله ابن قتيبة . والأول أصح . وفي المراد بالظالمين هاهنا قولان . أحدهما : أنهم الكفار ، قاله ابن جبير والسدي . والثاني : العصاة ، قاله عطاء .