Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 144-144)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يحب أن يوجه إلى الكعبة ، قاله البراء ، وابن عباس ، وابن المسيب ، وأبو العالية ، وقتادة ، وذكر بعض المفسرين أن هذه الآية مقدمة في النزول على قوله تعالى : { سيقول السفهاء من الناس } واختلفوا في سبب اختيار النبي الكعبة على بيت المقدس على قولين . أحدهما : أنها كانت قبلة إبراهيم ، روي عن ابن عباس . والثاني : لمخالفة اليهود ، قاله مجاهد . ومعنى تقلب وجهه : نظره إليها يميناً وشمالاً . و « في » بمعنى « إِلى » و « ترضاها » بمعنى : « تحبها » . و « الشطر » : النحو من غير خلاف . قال ابن عمر : أتى الناس آت وهم في صلاة الصبح بقباء ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل الكعبة ، ألا فاستقبلوها [ وكانت وجوههم إلى الشام ] فاستداروا وهم في صلاتهم . فصل اختلف العلماء أي وقت حولت القبلة ؟ على ثلاثة أقوال . أحدها : أنها حولت في صلاة الظهر يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم رسول الله المدينة ، قاله البراء بن عازب ، ومعقل بن يسار . والثاني : أنها حولت يوم الثلاثاء للنصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهراً من مقدمه المدينة ، قاله قتادة . والثالث : أنها حولت في جمادى الآخرة ، حكاه ابن سلامة المفسر عن إبراهيم الحربي . وفي : { الذين أُوتوا الكتاب } قولان . أحدهما : اليهود ، قاله مقاتل . والثاني : اليهود والنصارى ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى : { لَيعلمون أنه الحق } يشير إلى ما أُمر به من التوجه إلى الكعبة ، ثم توعدهم بباقي الآية على كتمانهم ما علموا . ومن أين علموا أنه الحق ؟ فيه أربعة أقوال . أحدها : أن في كتابهم الأمر بالتوجه إليها ، قاله أبو العالية . والثاني : يعلمون أن المسجد الحرام قبلة إبراهيم . والثالث : أن في كتابهم أن محمداً رسول صادق ، فلا يأمر إلا بحق . والرابع : أنهم يعلمون جواز النسخ .