Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 149-150)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فَوَلِّ وجهك شطر المسجد الحرام } فانه تكرير تأكيد ، ليحسم طمع أهل الكتاب في رجوع المسلمين أبداً إلى قبلتهم . قوله تعالى : { لئلا يكون للناس } في الناس قولان ، أحدهما : أنهم أهل الكتاب ، قاله ابن عباس ، وأبو العالية ، وقتادة ، ومقاتل . والثاني : مشركو العرب ، رواه السدي عن أشياخه . فمن قال بالأول ؛ قال : احتجاج أهل الكتاب أنهم قالوا للنبي : مالك تركت قبلة بيت المقدس ؟ ! إن كانت ضلالة فقد دِنت بها الله ، وإن كانت هدى ؛ فقد نقلت عنها . وقال قتادة : قالوا : اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه . ومن قال بالثاني ؛ قال : احتجاج المشركين أنهم قالوا : قد رجع إلى قبلتكم ، ويوشك أن يعود إلى دينكم . وتسمية باطلهم حجة على وجه الحكاية عن المحتج به ، كقوله تعالى : { حجتهم داحضة عند ربهم } [ الشورى : 16 ] . وقوله : { فرحوا بما عندهم من العلم } [ غافر : 83 ] . قوله تعالى : { إِلا الذين ظلموا منهم } قال الزجاج : معناه : إلا من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له ، كما تقول : مالك عليَّ حجة إِلا الظلم ، أي : إلا أن تظلمني . أي : مالك عليّ البتة ، ولكنك تظلمني . قال ابن عباس : { فلا تخشوهم } في انصرافكم إلى الكعبة { واخشوني } في تركها .