Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 205-205)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِذا تولى } . فيه أربعة أقوال . أحدها : أنه بمعنى : غضب ، روي عن ابن عباس ، وابن جريج . والثاني : أنه الانصراف عن القول الذي قاله ، قاله الحسن . والثالث : أنه من الولاية ، فتقديره : إذا صار والياً ، قاله مجاهد والضحاك . والرابع : أنه الانصراف بالبدن ، قاله مقاتل وابن قتيبة . وفي معنى : « سعى » قولان . أحدهما : أنه بمعنى : عمل ، قاله ابن عباس ومجاهد ، والثاني : أنه من السعي بالقدم ، قاله أبو سليمان الدمشقي ، وفي الفساد قولان . أحدهما : أنه الكفر ، والثاني : الظلم . والحرث : الزرع . والنسل : نسل كل شيء من الحيوان ، هذا قول ابن عباس وعكرمة في آخرين . وحكى الزجاج عن قوم : أن الحرث : النساء ، والنسل : الأولاد . قال : وليس هذا بمنكر ، لأن المرأة تسمى حرثاً . وفي معنى إهلاكه للحرث والنسل ثلاثة أقوال . أحدها : أنه إهلاك ذلك بالقتل والإحراق والإفساد ، قاله الأكثرون . والثاني : أنه إذا ظلم كان الظلم سبباً لقطع القطر ، فيهلك الحرث والنسل ، قاله مجاهد . وهو يخرج على قول من قال : إنه من التولي . والثالث : أنه إهلاك ذلك بالضلال الذي يؤول إلى الهلاك ، حكاه بعض المفسرين . قوله تعالى : { والله لا يحب الفساد } قال ابن عباس : لا يرضى بالمعاصي . وقد احتجت المعتزلة بهذه الآية ، فأجاب أصحابنا بأجوبة . منها : أنه لا يحبه ديناً ، ولا يريده شرعاً ، فأما أنه لم يرده وجوداً ؛ فلا . والثاني : أنه لا يحبه للمؤمنين دون الكافرين ، والثالث : أن الإرادة معنى غير المحبة ، فان الإنسان قد يتناول المرَّ ، ويريد بط الجرح ، ولا يحب شيئاً من ذلك . وإذا بان في المعقول الفرق بين الإرادة والمحبة ؛ بطل ادعاؤهم التساوي بينهما ، وهذا جواب معتمد . وفي معنى هذه الآية قوله تعالى : { ولايرضى لعباده الكفر } [ الزمر : 7 ] .