Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 212-212)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { زين للذين كفروا الحياة الدنيا } في نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها نزلت في أبي جهل وأصحابه ، قاله ابن عباس . والثاني : نزلت في علماء اليهود ، قاله عطاء . والثالث : في عبد الله بن أبيّ وأصحابه من المنافقين . قاله مقاتل . قال الزجاج : وإِنما جاز في « زين » لفظ التذكير ، لأن تأنيث الحياة ليس بحقيقي ، إذ معنى الحياة ومعنى العيش واحد . وإلى من يضاف هذا التزيين فيه قولان . أحدهما : أنه يضاف إلى الله . وقرأ أبيّ بن كعب ، والحسن ، ومجاهد ، وابن محيصن ، وابن أبي عبلة ، « زَيّن » بفتح الزاي والياء ، على معنى : زيّنها الله لهم . والثاني : أنه يضاف إلى الشيطان ، روي عن الحسن . قال شيخنا علي بن عبيد الله : والتزيين من الله تعالى : هو التركيب الطبيعي ، فإنه وضع في الطبائع محبّة المحبوب ، لصورة فيه تزينت للنفس ، وذلك من صنعه ، وتزيين الشيطان بإذكار ما وقع من إغفاله مما مثله يدعو إلى نفسه لزينته ، فالله تعالى يزيّن بالوضع ، والشيطان يزيّن بالإذكار . وما السبب في سخرية الكفار من المؤمنين ؟ فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنهم سخروا منهم للفقر . والثاني : لتصديقهم بالآخرة . والثالث : لاتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : إنهم كانوا يوهمونهم أنكم على الحق ، سخرية منهم بهم . وفي معنى كونهم « فوقهم » ثلاثة أقوال . أحدها : أن ذلك على أصله ، لأن المؤمنين في عليّين ، والكفار في سجين . والثاني : أن حجج المؤمنين فوق شبه الكافرين ، فهم المنصورون . والثالث : في أن نعيم المؤمنين في الجنة فوق نعيم الكافرين في الدنيا . قوله تعالى : { والله يرزقُ من يشاء بغير حساب } فيه قولان . أحدهما : أنه يرزق من يشاء رزقاً واسعاً غير ضيّق . والثاني : يرزق من يشاء بلا محاسبة في الآخرة .