Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 286-286)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } الوسع : الطاقة . قاله ابن عباس ، وقتادة . ومعناه : لا يكلفها ما لا قدرة لها عليه لاستحالته ، كتكليف الزمن السعي ، والأعمى النظر . فأما تكليف ما يستحيل من المكلف ، لا لفقد الآلات ، فيجوز كتكليف الكافر الذي سبق في العلم القديم أنه لا يؤمن الإيمان ، فالآية محمولة على القول الأول . ومن الدليل على ما قلناه قوله تعالى في سياق الآية { ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به } فلو كان تكليف ما لا يطاق ممتنعاً ، كان السؤال عبثاً ، وقد أمر الله تعالى نبيه بدعاء قوم قال فيهم : { وان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً } [ الكهف : 57 ] وقال ابن الأنباري : المعنى : لا تحملنا ما يثقل علينا أداؤه ، وان كنا مطيقين له على تجشم ، وتحمل مكروه ، فخاطب العرب على حسب ما تعقل ، فإن الرجل منهم يقول للرجل يبغضه : ما أطيق النظر إليك ، وهو مطيق لذلك ، لكنه يثقل عليه ، ومثله قوله تعالى : { ما كانوا يستطيعون السمع } . قوله تعالى : { لها ما كسبت } قال ابن عباس : لها ما كسبت من طاعة { وعليها ما اكتسبت } من معصية . قال أبو بكر النقاش : فقوله : « لها » دليل على الخير ، و « عليها » دليل على الشر . وقد ذهب قوم إلى أن « كسبت » لمرة ومرات ، و « اكتسبت » لا يكون إلا لشيء بعد شيء ، وهما عند آخرين لغتان بمعنى واحد ، كقوله عز وجل : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا } [ الطارق : 17 ] . قوله تعالى : { ربنا لا تؤاخذنا } هذا تعليم من الله للخلق أن يقولوا ذلك ، قال ابن الأنباري : والمراد بالنسيان هاهنا : الترك مع العمد ، لأن النسيان الذي هو بمعنى الغفلة قد أمنت الآثام من جهته . والخطأ أيضاً هاهنا من جهة العمد ، لا من جهة السهو ، يقال : أخطأ الرجل : إذا تعمد ، كما يقال : أخطأ إذا غفل . وفي « الإصر » قولان . أحدهما : أنه العهد ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والسدي . والثاني : الثقل أي : لا تثقل علينا من الفروض ما ثقلته على بني اسرائيل ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } فيه خمسة أقوال . أحدهما : أنه ما يصعُب ويشق من الأعمال ، قاله الضحاك ، والسدي ، وابن زيد ، والجمهور . والثاني : أنه المحبة ، رواه الثوري عن منصور عن إبراهيم . والثالث : الغلمة قاله مكحول . والرابع : حديث النفس ووساوسها . والخامس : عذاب النار . قوله تعالى : { أنت مولانا } أي : أنت ولينا { فانصرنا } أي : أعنا . وكان معاذ إذا فرغ من هذه السورة قال : آمين .