Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 37-37)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تلقى : بمعنى أخذ ، وقبل . قال ابن قتيبة : كأن الله تعالى أوحى إليه أن يستغفره [ ويستقبله ] بكلام من عنده ، ففعل [ ذلك آدم ] فتاب عليه . وقرأ ابن كثير : { فتلقى آدمَ } بالنصب ، { كلماتٌ } : بالرفع ؛ على أن الكلمات هي الفاعلة . وفي الكلمات أقوال . أحدها : أنها قوله تعالى : { ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإِن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف : 23 ] . قاله ابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء الخراساني ، وعبيد بن عمير ، وأبيّ بن كعب ، وابن زيد . والثاني : أنه قال : أي رب ؛ ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلى . قال : ألم تنفخ فيّ من روحك ؟ قال : بلى . قال : ألم تسبق رحمتك إِليّ قبل غضبك ؟ قال : بلى . قال : ألم تسجد لي ملائكتك ، وتسكني جنتك ؟ قال : بلى . قال : أي رب [ أرأيت ] إِن تبت وأصلحت ، أراجعي أنت إِلى الجنة ؟ قال : نعم . حكاه السدي عن ابن عباس : والثالث : أنه قال : اللهم لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ، إنك خير الغافرين ، اللهم لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فارحمني ، فأنت خير الراحمين ، [ اللهم ] لا إله إلا أنت ، سبحانك وبحمدك ، رب إني ظلمت نفسي فتب عليَّ ، إنك أنت التواب الرحيم . رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد وقد ذكرت أقوال من كلمات الاعتذار تقارب هذا المعنى . قوله تعالى : { فتاب عليه } . أصل التوبة : الرجوع ، فالتوبة من آدم : رجوعه عن المعصية ، وهي من الله تعالى : رجوعه عليه بالرحمة ، والثواب الذي كلما تكررت توبة العبد تكرر قبوله ، وإنما لم تذكر حواء في التوبة ، لأنه لم يجر لها ذكر ، لا أن توبتها لم تقبل ، وقال قوم : إذا كان معنى فعل الاثنين واحداً ؛ جاز أن يذكر أحدهما ويكون المعنى لهما ، كقوله تعالى : { والله ورسوله أحق أن يرضوه } [ التوبة : 63 ] وقوله : { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } [ طه : 117 ] .