Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 48-48)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الزجاج : كانت اليهود تزعم أَن آباءها الأنبياء تشفع لهم يوم القيامة ، فآيسهم الله بهذه الآية من ذلك . قوله تعالى : { واتقوا يوماً } [ فيه ] إضمار ، تقديره : اتقوا عذاب يوم ، أو : ما في يوم . والمراد باليوم يوم القيامة و « تجزي » بمعنى تقضي . قال ابن قتيبة : يقال : جزى الأمر عني يجزي ، بغير همز ، أي : قضى عني ، وأجزأني بجزئني ، مهموز ، أي : كفاني . قوله تعالى : { نفسٌ عن نفسٍ } . قالوا : المراد بالنفس هاهنا : النفس الكافرة ، فعلى هذا يكون من العام الذي أريد به الخاص . قوله تعالى : { ولا تُقْبَل منها شفاعة } قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتاء ، وقرأ الباقون بالياء ، إلا أن قتادة فتح الياء ، ونصب الشفاعة ، ليكون الفعل لله تعالى . قال أبو علي : من قرأ بالتاء ، فلأنَّ الاسم الذي أسند إليه هذا الفعل مؤنث ، فيلزم أن يلحق المسند أيضاً علامة التأنيث ، ومن قرأ بالياء ، فلأنَّ التأنيث في الاسم الذي أسند إليه الفعل ليس بحقيقي ، فحمل على المعنى ، كما أن الوعظ والموعظة بمعنى واحد . وفي الآية إضمار ، تقديره : لا يقبل منها فيه شفاعة . والشفاعة مأخوذة من الشفع الذي يخالف الوتر ، وذلك أن سؤال الشفيع يشفع سؤال المشفوع له . فأما « العدل » فهو الفداء ، وسمي عدلاً ، لأنه يعادل المفدى . واختلف اللغويون : هل « العَدل » و « العدل » بفتح العين وكسرها ، يختلفان ، أم لا ؟ فقال الفراء : العدل بفتح العين : ما عادل الشيء من غير جنسه ، والعدل بكسرها : ما عادل الشيء من جنسه ، فهو المثل ، تقول : عندي عدل غلامك ، بفتح العين : إذا أردت قيمته من غير جنسه ، وعندي عدل غلامك ، بكسر العين : إذا كان غلام يعدل غلاماً . وحكى الزجاج عن البُصريين أن العَدل والعِدل في معنى المثل ، وأن المعنى واحد ، سواء كان المثل من الجنس أو من غير الجنس . قوله تعالى : { ولا هُمْ يُنْصَرون } أي : يمنعون من عذاب الله .