Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 71-71)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول } قال قتادة : لم يذلها العمل فتثير الأرض . قال ابن قتيبة : يقال في الدواب : دابة ذلول : بينة الذل بكسر الذال ، وفي الناس : رجل ذليل بين الذل بضم الذال . { تثير الأرض } : تقلبها للزراعة ، ويقال للبقرة : المثيرة . قال الفراء : لا تقفن على ذلول ، لأن المعنى : ليست بذلول فتثير الأرض ، وحكى ابن القاسم أن أبا حاتم السجستاني أجاز الوقف على ذلول ، ثم أنكره عليه جداً ، وعلل بأن التي تثير الأرض لا يعدم منها سقي الحرث ؛ ومتى أثارت الأرض كانت ذلولاً . ومعنى : ولا تسقي الحرث : لا يستقى عليها الماء لسقي الزرع . قوله تعالى : { مسلَّمة } فيه أربعة أقوال . أحدها : مسلَّمة من العيوب ، قاله ابن عباس ، وأبو العالية ، وقتادة ، ومقاتل . والثاني : مسلَّمة من العمل ، قاله الحسن وابن قتيبة . والثالث : مسلّمة من الشية ، قاله مجاهد وابن زيد . والرابع : مسلَّمة القوائم والخلق ، قاله عطاء الخراساني . فأما الشية ، فقال الزجاج : الوشي في اللغة : خلط لون بلون . ويقال : وشيت الثوب أشيه شية ووشياً ، كقولك : وديت فلاناً أدية دية . ونصب : لا شية فيها ، على النفي . ومعنى الكلام : ليس فيها لون يفارق سائر لونها . وقال عطاء الخراساني : لونها لون واحد . قوله تعالى : { الآن جئت بالحق } قال ابن قتيبة : الآن : هو الوقت الذي أنت فيه ، وهو حدّ الزمانين ، حد الماضي من آخره ، وحد المستقبل من أوله ، ومعنى { جئت بالحق } بينت لنا . قوله تعالى : { وما كادوا يفعلون } فيه قولان . أحدهما : لغلاء ثمنها ، قاله ابن كعب القرظي . والثاني : لخوف الفضيحة على أنفسهم في معرفة القاتل منهم ، قاله وهب . قال ابن عباس : مكثوا يطلبون البقرة أربعين سنة حتى وجدوها عند رجل ، فأبى أن يبيعها الا بملء مسكها ذهباً ، وهذا قول مجاهد ، وعكرمة ، وعبيدة ، ووهب ، وابن زيد ، والكلبي ، ومقاتل في مقدار الثمن . فأما السبب الذي لأجله غلا ثمنها ، فيحتمل وجهين . أحدهما : أنهم شددوا فشدد الله عليهم . والثاني : لإكرام الله عز وجل صاحبها ، فإن كان براً بوالديه . فذكر بعض المفسرين أنه كان شاب من بني اسرائيل براً بأبيه ، فجاء رجل يطلب سلعة هي عنده ، فانطلق ليبيعه إياها ، فاذا مفاتيح حانوته مع أبيه ، وأبوه نائم ، فلم يوقظه ، ورد المشتري ، فأضعف له المشتري الثمن ، فرجع إلى أبيه ، فوجده نائماً ، فعاد إلى المشتري فرده ، فأضعف له الثمن ، فلم يزل ذلك دأبهما حتى ذهب المشتري ، فأثابه الله على بره بأبيه أن نتجت له بقرة من بقرة ، تلك البقرة . وروي عن وهب بن منبه في حديث طويل أن فتى كان براً بوالديه ، وكان يحتطب على ظهره ، فاذا باعه تصدق بثلثه ، وأعطى أمه ثلثه ، وأبقى لنفسه ثلثه ، فقالت له أمه يوماً : إني ورثت من أبيك بقرة ، فتركتها في البقر على اسم الله ، فاذا أتيت البقر ، فادعها باسم إله إبراهيم ، فذهب فصاح بها ، فأقبلت ، فأنطقها الله ، فقالت : اركبني يا فتى ، فقال [ الفتى : إن أمي ] لم تأمرني بهذا . فقالت : أيها البر بأمه ! لو ركبتني لم تقدر عليّ ، فانطلق ، فلو أمرت الجبل أن ينقلع من أصله [ وينطلق معك ] لانقلع لبرك بأمك . فلما جاء بها قالت أمه : بعها بثلاثة دنانير على رضىً مني ، فبعث الله ملكاً فقال : بكم هذه ؟ قال : بثلاثة دنانير على رضىً من أمي . قال : لك ستة ولا تستأمرها ، فأبى ، وعاد إلى أمه فأخبرها ، فقالت : بعها بستة على رضىً مني ، فجاء الملك فقال : خذ اثني عشر ولا تستأمرها ، فأبى ، وعاد إِلى أمه فأخبرها ، فقالت : يا بني ! ذاك مَلَك ، فقل له : بكم تأمرني أن أبيعها ؟ فجاء إليه فقال له ذلك ، فقال : يا فتى يشتري بقرتك هذه موسى بن عمران لقتيل يقتل في بني إِسرائيل .