Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 84-85)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِذ أخذنا ميثاقكم لا تَسفكون دماءكم } أي : لا يسفك بعضكم دم بعض ، ولا يخرج بعضكم بعضاً من داره . قال ابن عباس : ثم أقررتم يومئذ بالعهد ، وأنتم اليوم تشهدون على ذلك ، فالإِقرار على هذا متوجه إِلى سلفهم ، والشهادة متوجهة إِلى خلفهم . { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } أي : يقتل بعضكم بعضاً . روى السدي عن أشياخه قال : كانت قريظة خلفاء الأوس ، والنضير حلفاء الخزرج ، فكانوا يقاتلون في حرب سمير فيقاتل بنو قريظة مع حلفائها النضير وحلفاءها ، وكانت النضير تقاتل قريظة وحلفاءها ، فيغلبونهم ويخربون الديار ويخرجون منها ، فاذا أسر الرجل من الفريقين كليهما ، جمعوا له حتى يفدوه ، فتعيِّرهم العرب بذلك ، فتقول كيف تقاتلونهم وتفدونهم ؟ ! فيقولون : أمرنا أن نفديهم ، وحرم علينا قتلهم . فتقول العرب : فلم تقاتلونهم ؟ فيقولون : نستحيي أن يستذل حلفاؤنا ، فعيرهم الله ، عز وجل ، فقال : { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتُخرجون فريقاً منكم من ديارهم } إِلى قوله : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض } فكان إِيمانهم ببعضه : فداءهم الأسارى ، وكفرهم : قتل بعضهم بعضاً . قوله تعالى : { تظاهرون } : قرأ عاصم وحمزة والكسائي : { تظاهرون } وفي ( التحريم ) { تظاهرا } بتخفيف الظاء ، وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو وابن عامر بتشديد الظاء مع إثبات الألف . قال أبو علي : من قرأ { تظّاهرون } بتشديد الظاء ؛ أدغم التاء في الظاء ، لمقاربتها لها ، فخفف بالإدغام . ومن قرأ { تظاهرون } خفيفة ؛ حذف التاء التي أدغمها أولئك من اللفظ ، فخفف بالحذف . والتاء التي أدغمها ابن كثير هي التي حذفها عاصم . وروي عن الحسن وأبي جعفر { تظَّهرون } بتشديد الظاء من غير ألف ، فالتظاهر : التعاون . قال ابن قتيبة : وأصله من الظهر ، فكأن التظاهر : أن يجعل كل واحد من الرجلين [ أو من القوم ] الآخر ظهراً له يتقوى به ، ويستند إِليه . قال مقاتل : والإثم : المعصية ، والعدوان : الظلم . قوله تعالى : { وإِن يأتوكم أُسارى تُفادوهم } أصل الأسر : الشد . قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر { أُسارى } وقرأ الأعمش وحمزة { أسرى } قال الفراء : أهل الحجاز يجمعون الأسير « أَسارى » وأهل نجد أكثر كلامهم « أَسرى » وهو أجود الوجهين في العربية ، لأنه بمنزلة قولهم : جريح وجرحى ، وصريع وصرعى . وروى الأصمعي عن أبي عمرو قال : الأسارى : ما شدوا ، والأسرى : في أيديهم ، إلا أَنهم لم يشدوا . وقال الزجاج : « فَعْلى » جمع لكل ما أصيب به الناس في أبدانهم وعقولهم . يقال : هالك وهلكى ، ومريض ومرضى ، وأحمق وحمقى ، وسكران وسكرى . فمن قرأ : { أسارى } ؛ فهي جمع الجمع . تقول : أسير وأسرى وأسارى جمع أسرى . قوله تعالى : { تفادوهم } قرأ ابن كثير وأبو عمرو ، وابن عامر : { تفدوهم } وقرأ نافع وعاصم والكسائي : { تفادوهم } بألف . والمفاداة : إِعطاء شيء ، وأخذ شيء مكانه . { أفتؤمنون ببعض الكتاب } وهو : فكاك الأسرى . { وتكفرون ببعض } وهو : الإخراج والقتل . وقال مجاهد : تفديه في يد ، غيرك ، وتقتله أنت بيدك ؟ ! . وفي المراد بالخزي قولان . أحدهما : أنه الجزية ، قاله ابن عباس . والثاني : قتل قريظة ونفي النضير ، قاله مقاتل