Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 19-22)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هذان خصمان } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال . أحدها : أنها نزلت في النفر الذين تبارزوا للقتال يوم بدر ، حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنَي ربيعة ، والوليد ابن عتبة ، هذا قول أبي ذر . والثاني : أنها نزلت في أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبيُّنا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله ، آمنا بمحمد ، وآمنا بنبيِّكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون نبيَّنا ، ثم كفرتم به حسداً ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس ، وقتادة . والثالث : أنها في جميع المؤمنين ، والكفار ، وإِلى هذا المعنى ذهب الحسن ، وعطاء ، ومجاهد . والرابع : أنها نزلت في اختصام الجنة والنار ، فقالت النار : خلقني الله لعقوبته ، وقالت الجنة : خلقني الله لرحمته ، قاله عكرمة . فأما قوله تعالى : { هذان } وقرأ ابن عباس ، وابن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وابن كثير : « هاذانّ » بتشديد النون « خصمان » ، فمعناه : جمعان ، وليسا برجلين ، ولهذا قال تعالى : { اختصموا } ولم يقل : اختصما ؛ على أنه قرأ ابن مسعود ، وابن أبي عبلة : « اختصما » . وفي خصومتهم ثلاثة أقوال . أحدها : في دين ربِّهم ، وهذا على القولين الأوليين . والثاني : في البعث ، قاله مجاهد . والثالث : أنه خصام مفاخرة ، على قول عكرمة . قوله تعالى : { قطِّعت لهم ثياب } أي : سُوِّيت وجُعلت لباساً . قال ابن عباس : قُمُص من نار . وقال سعيد بن جبير : المراد بالنار هاهنا : النحاس . فأما « الحميم » فهو الماء الحارُّ { يُصهر به } قال الفراء : يذاب به ، يقال : صهرت الشحم بالنار . قال المفسرون : يذاب بالماء الحارِّ { ما في بطونهم } من شحم أو مِعىً حتى يخرج من أدبارهم ، وتنضج الجلود فتتسقاط من حرِّه ، { ولهم مقامع } قال الضحاك : هي المطارق . وقال الحسن : إِن النار ترميهم بلهبها ، حتى إِذا كانوا في أعلاها ، ضُرِبوا بمقامع فَهَوَوْا فيها سبعين خريفاً ، فإذا انتهوا إِلى أسفلها ، ضربهم زفير لهبها ، فلا يستقرُّون ساعة . قال مقاتل : إِذا جاشت جهنم ، ألقتهم في أعلاها ، فيريدون الخروج ، فتتلقَّاهم خزنة جهنم بالمقامع ، فيضربونهم ، فيهوي أحدهم من تلك الضربة إِلى قعرها . وقال غيره : إِذا دفعتهم النار ، ظنوا أنها ستقذفهم خارجاً منها ، فتعيدهم الزبانية بمقامع الحديد .