Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 67-70)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لكلِّ أُمَّة جعلنا مَنْسَكاً } قد سبق بيانه في هذه السورة [ الحج : 34 ] { فلا يُنَازِعُنَّكَ في الأمر } أي : في الذبائح ، وذلك أن كفار قريش وخزاعة خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الذبيحة ، فقالوا : كيف تأكلون ما قتَلتم ولا تأكلون ما قتله الله ؟ ! يعنون : الميتة . فإن قيل : إِذا كانوا هم المنازعين له ، فكيف قيل : « فلا يُنَازِعُنَّكَ في الأمر » ؟ فقد أجاب عنه الزجاج ، فقال : المراد : النهي له عن منازعتهم ، فالمعنى : لا تنازعنَّهم ، كما تقول للرجل : لا يخاصمنَّك فلان في هذا أبداً ، وهذا جائز في الفعل الذي لا يكون إِلا من اثنين ، لأن المجادلة والمخاصمة لا تتم إِلا باثنين ، فإذا قلت : لا يجادلنَّك فلان ، فهو بمنزلة : لا تجادلنَّه ، ولا يجوز هذا في قولك : لا يضربنَّك فلان وأنت تريد : لا تضربنَّه ، [ ولكن ] لو قلت : لا يضاربنَّك فلان ، لكان كقولك : لا تضاربنَّ ، ويدل على هذا الجواب قوله : { وإِن جادلوك } . قوله تعالى : { وادع إِلى ربِّك } أي : إِلى دينه والإِيمان به . و « جادلوك » بمعنى : خاصموك في أمر الذبائح ، { فقل الله أعلمُ بما تعملون } من التكذيب ، فهو يجازيكم به . { الله يحكم بينكم يوم القيامة } أي : يقضي بينكم { فيما كنتم فيه تختلفون } من الدِّين ، أي : تذهبون إِلى خلاف ما ذهب إِليه المؤمنون ؛ وهذا أدب حسن علَّمه الله عباده ليردُّوا به مَن جادل على سبيل التعنُّت ، ولا يجيبوه ، ولا يناظروه . فصل قال أكثر المفسرين : هذا نزل قبل الأمر بالقتال ، ثم نسخ بآية السيف . وقال بعضهم : هذا نزل في حق المنافقين ، كانت تظهر من أقوالهم وأفعالهم فلَتات تدل على شركهم ، ثم يجادِلون على ذلك ، فوكل أمرهم إِلى الله تعالى ، فالآية على هذا محكمة . قوله تعالى : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض } هذا استفهام يراد به التقرير ؛ والمعنى : قد علمتَ ذلك ، { إِنَّ ذلك } يعني ما يجري في السموات والأرض { في كتاب } يعني : اللوح المحفوظ ، { إِن ذلك } أي : عِلْم الله بجميع ذلك { على الله يسير } سهل لا يتعذَّر عليه العلم به .