Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 73-74)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيها الناس ضُرب مَثَل } قال الأخفش : إِن قيل : أين المَثَل ؟ فالجواب : أنه ليس هاهنا مثَل ، وإِنما المعنى : يا أيها الناس ضُرب لي مَثَل ، أي : شبّهت بي الأوثان { فاستمعوا } لهذا المثل . وتأويل الآية : جعل المشركون الأصنام شركائي فعبدوها معي فاستمِعوا حالها ؛ ثم بيَّن ذلك بقوله : { إِن الذين تدْعُون } أي : تعبدون { من دون الله } ، وقرأ ابن عباس ، وأبو رزين ، وابن أبي عبلة : « يدعون » بالياء المفتوحة . وقرأ ابن السميفع ، وأبو رجاء ، وعاصم الجحدري : « يُدْعون » بضم الياء وفتح العين ، يعني : الأصنام ، { لن يَخْلُقوا ذُباباً } والذباب واحد ، والجمع القليل : أذِبَّة ، والكثير : الذّبّان ، مثل : غُراب وأَغْرِبة وغِرْبان ؛ وقيل : إِنما خص الذُّباب لمهانته واستقذاره وكثرته . { ولو اجتمعوا } يعني : الأصنام { له } أي : لخَلْقِه ، { وإِن يَسلبهم } يعني : الأصنام ؛ قال ابن عباس : كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران فيجفّ ، فيأتي الذباب فيختلسه . وقال ابن جريج : كانوا إِذا طيَّبوا أصنامهم عجنوا طيبهم بشيء من الحلواء ، كالعسل ونحوه ، فيقع عليها الذباب فيسلبها إِياه ، فلا تستطيع الآلهة ولا مَنْ عبَدها أن يمنعه ذلك . وقال السدي : كانوا يجعلون للآلهة طعاماً ، فيقع الذباب عليه فيأكل منه . قال ثعلب : وإِنما قال : { لا يستنقذوه منه } فجعل أفعال الآلهة كأفعال الآدميين ، إِذ كانوا يعظِّمونها ويذبحون لها وتُخاطَب ، كقوله : { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم } [ النمل : 18 ] لمَّا خاطبهم جعلهم كالآدميين ، ومثله : { رأيتهم لي ساجدين } [ يوسف : 4 ] ، وقد بيَّنَّا هذا المعنى في [ الأعراف : 191 ] عند قوله تعالى : { وهم يُخْلَقون } . قوله تعالى : { ضَعُفَ الطالب والمطلوب } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن الطالب : الصنم ، والمطلوب : الذباب . رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : الطالب : الذباب يطلب ما يسلبُه من الطيِّب الذي على الصنم ، والمطلوب : الصنم يطلب الذباب منه سَلْبَ ما عليه ، روي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : الطالب : عابد الصنم يطلب التقرُّب بعبادته ، والمطلوب : الصنم ، هذا معنى قول الضحاك ، والسدي . قوله تعالى : { ما قَدَرُوا الله حق قدره } أي : ما عظّموه حق عظمته ، إِذ جعلوا هذه الأصنام شركاء له { إِن الله لقويّ } لا يُقْهَر { عزيز } لا يُرَام .