Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 55-56)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَعَدَ اللّهُ الذين آمنوا منكم } روى أبو عبد الله الحاكم في « صحيحه » من حديث أُبيّ بن كعب ، قال : لمّا قَدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ، وآواهم الأنصار ، رمتْهم العرب عن قوس واحدة ، كانوا لا يبيتون إِلا في السلاح ، ولا يصبحون إِلا في لأْمتهم ، فقالوا : أترون أنّا نعيش حتى نَبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إِلا الله عز وجل ؟ ! فنزلت هذه الآية . قال أبو العالية : لمّا أظهر الله عز وجل رسوله على جزيرة العرب ، وضعوا السلاح وأمنوا ، ثم قبض الله نبيّه ، فكانوا آمنين كذلك في إِمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، حتى وقعوا فيما وقعوا فيه وكفروا بالنعمة ، فأدخل الله عز وجل عليهم الخوف ، فغيَّروا ، فغيَّر الله تعالى ما بهم . وروى أبو صالح عن ابن عباس : أن هذا الوعد وعده الله أُمَّة محمد في التوراة والإِنجيل . وزعم مقاتل أن كفار مكة لمّا صدوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين عن العُمرة عام الحديبية ، قال المسلمون : لو أن الله تعالى فتح علينا مكّة ، فنزلت هذه الآية . قوله تعالى : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } أي : ليجعلنَّهم يخلفُون مَنْ قَبْلهم ، والمعنى : ليورثنَّهم أرض الكفار من العرب والعجم ، فيجعلهم ملوكها وساستها وسكَّانها . وعلى قول مقاتل : المراد بالأرض مكة . قوله تعالى : { كما استَخْلَف الذين من قبلهم } وقرأ أبو بكر عن عاصم : { كما استُخلِف } بضم التاء وكسر اللام ؛ يعني : بني إِسرائيل ، وذلك أنه لمّا هلكت الجبابرة بمصر ، أورثهم الله أرضهم وديارهم وأموالهم . قوله تعالى : { وَليُمَكِّنَنَّ لهم دِينهم } وهو الإِسلام ، وتمكينه : إِظهاره على كل دين ، { وَليُبَدِّلَنَّهم } وقرأ ابن كثير ، وأبو بكر ، وأبان ، ويعقوب : { وَليُبْدِلَنَّهم } بسكون الباء وتخفيف الدال { من بعد خوفهم أَمْناً } لأنهم كانوا مظلومين مقهورين ، { يعبُدونني } هذا استئناف كلام في الثناء عليهم ، { ومَن كفر بعد ذلك } بهذه النِّعم ، أي : من جحد حقَّها . قال المفسرون : وأوّلُ من كفر بهذه النعم قَتَلَهُ عثمان .