Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-64)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لا تَجْعَلوا دعاء الرسول بينكم كدعاءِ بعضكم بعضاً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه نهي عن التعرُّض لإِسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانه إِذا دعا على شخص فدعوتُه موجبة ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم أُمروا أن يقولوا : يا رسول الله ، ونُهوا أن يقولوا : يا محمد ، قاله سعيد بن خبير ، وعلقمة ، والأسود ، وعكرمة ، ومجاهد . والثالث : أنه نهي لهم عن الإِبطاء إِذا أمرهم والتأخّرِ إِذا دعاهم ، حكاه الماوردي . وقرأ الحسن ، وأبو رجاء ، وأبو المتوكل ، ومعاذ القارىء : { دعاء الرسولِ نبِيِّكم } بياء مشددة ونون قبل الباء . قوله تعالى : { قد يَعْلَمُ اللّهُ الذين يتسلَّلون } التسلل : الخروج في خفية . واللِّواذ : أن يستتر بشيء مخافة مَن يراه ، والمُراد بقوله : { قد يَعْلَمُ } التهديدُ بالمجازاة . قال الفراء : كان المنافقون يشهدون الجمعة ، فيذكُرهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ويعيبهم بالآيات التي أُنزلت فيهم ، فإن خفي لأحدهم القيام قام ، فذلك قوله : { قد يعلم الله الذين يتسلَّلون منكم لِواذاً } أي : يلوذ هذا بهذا ، أي : يستتر ذا بذا . وإِنما قال : { لواذاً } لأنها مصدر « لاوَذْتُ » ، ولو كان مصدراً لـ « لُذْتُ » لقلتَ : لُذْتُ لِيَاذاً ، كما تقول : قُمْتُ قِيَاماً . وكذلك قال ثعلب : وقع البناء على لاوَذَ مُلاوَذةً ، ولو بني على لاذ يَلُوذ ، لقيل : لياذاً . وقيل : هذا كان في حفر الخندق ، كان المنافقون ينصرفون عن غير أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مختفين . قوله تعالى : { فَلْيَحْذَر الذين يخالِفون عن أمره } في هاء الكناية قولان . أحدهما : أنها ترجع إلى الله عز وجل ، قال مجاهد . والثاني : إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال قتادة . وفي « عن » قولان . أحدهما : [ أنها ] زائدة ، قاله الاخفش . والثاني : أن معنى { يخالفون } : يُعْرِضون عن أمره . وفي الفتنة هاهنا ثلاثة أقوال . أحدها : الضلالة ، قاله ابن عباس . والثاني : بلاء في الدُّنيا ، قاله مجاهد . والثالث : كفر ، قاله السدي ، ومقاتل . قوله تعالى : { أو يُصِيبَهُمْ عذابٌ أليم } فيه قولان . أحدهما : القتل في الدنيا . والثاني : عذاب جهنم في الآخرة . قوله تعالى : { قد يَعْلَمُ ما أنتم عليه } أي : ما في أنفسكم ، وما تنطوي عليه ضمائركم من الإِيمان والنفاق ؛ وهذا تنبيه على الجزاء على ذلك .