Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-3)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة في آخرين : هي مكية . وحكي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا : إِلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ، وهي قوله : { والذين لا يَدْعُون مع الله إِلهاً آخر } [ الفرقان : 68 ] إِلى قوله : { غفوراً رحيماً } [ الفرقان : 70 ] . قوله تعالى : { تبارك } قد شرحناه في [ الأعراف : 54 ] والفُرقان : القرآن ، سمي فُرقاناً ، لأنه فُرق به بين الحق والباطل . والمراد بعبده : محمد صلى الله عليه وسلم ، { ليكونَ } فيه قولان . أحدهما : أنه كناية عن عبده ، قاله الجمهور . والثاني : عن القرآن ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { للعالَمِين } يعني الجن والإِنس { نذيراً } [ أي ] : مخوِّفاً من عذاب الله . قوله تعالى : { فقدَّره تقديراً } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : سوَّاه وهيَّأه لما يصلح له ، فلا خلل فيه ولا تفاوت . والثاني : قَدَّر له ما يُصلحه ويُقيمه . والثالث : قدَّر له تقديراً من الأجَل والرِّزق . ثم ذكر ما صنعه المشركون ، فقال : { واتَّخَذوا من دونه آلهة } يعني : الأصنام { لا يَخلُقون شيئاً وهم يُخلَقون } أي : وهي مخلوقة { ولا يَمْلِكون لأنفسهم ضَرّاً } أي : دَفْع ضرّ ، ولا جَرّ نفع ، لأنها جماد لا قُدرة لها ، { ولا يَمْلِكون مَوْتاً } أي : لا تملك أن تُميت أحداً ، ولا أن تحيي أحداً ، ولا أن تبعث أحداً من الأموات ؛ والمعنى : كيف يعبُدون ما هذه صفته ، ويتركون عبادةَ من يقدر على ذلك كلِّه ؟ !