Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 192-199)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإِنَّه } يعني القرآن { لَتَنْزِيلُ ربِّ العالَمِين . نَزَلَ به الرُّوحُ الأمينُ } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحفص عن عاصم : { نَزَل به } خفيفاً { الرُّوحُ الأمينُ } بالرفع . وقرأ أبن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : { نَزَّلَ } مشددة الزاي { الرُّوحَ الأمينَ } بالنصب . والمراد بالرُّوح الأمين جبريل ، وهو أمين على وحي الله تعالى إِلى أنبيائه ، { على قَلْبِكَ } قال الزجاج : معناه : نزل عليك فوعاه قلبك ، فثبت ، فلا تنساه أبداً . قوله تعالى : { لِتَكونَ من المُنْذِرِينَ } أي : ممن أَنذر بآيات الله المكذَِّبين ، { بلسان عربيّ مُبِين } قال ابن عباس : بلسان قريش ليفْهموا ما فيه . قوله تعالى : { وإِنه لفي زُبُرِ الأوَّلِين } وقرأ الاعمش : { زُبْرِ } بتسكين الباء . وفي هاء الكناية قولان . أحدهما : أنها ترجع إِلى القرآن ؛ والمعنى : وإِنَّ ذِكْر القرآن وخبره ، هذا قول الأكثرين . والثاني : أنها تعود إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله مقاتل . والزُّبُر : الكُتُب . قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَكُنْ لهم آيَةً أن يَعْلَمه عُلماء بني إِسرائيل } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي : { أولم يكن لهم } بالياء { آيةً } بالنصب . وقرأ ابن عامر . وابن أبي عبلة : { تكن } بالتاء { آيةٌ } بالرفع . وقرأ أبو عمران الجوني ، وقتادة { تكن } بالتاء { آيةً } بالنصب قال الزجاج : إِذا قلت : { يكن } بالياء ، فالاختيار نصب { آيةً } ويكون « أنْ » اسم كان ، ويكون « آية » خبر كان ، المعنى : أَوَلَم يكن لهم عِلْم علماء بني إِسرائيل أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حقٌّ ، وأن نبوَّته حق ؟ ! { آية } أي : علامة موضحة ، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إِسرائيل وجدوا ذِكْر النبي صلى الله عليه وسلم مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل . ومن قرأ : { أَوَلَم تكن } بالتاء { آيةٌ } جعل « آية » هي الاسم ، و « أن يعلمه » خبر « تكن » . ويجوز أيضاً { أوَلم تكن } بالتاء { آيةً } بالنصب ، كقوله { ثم لم تكن فِتْنَتُهم } [ الأنعام : 23 ] وقرأ الشعبي ، والضحاك ، وعاصم الجحدري : { أن تَعْلَمَهُ } بالتاء . قال ابن عباس : بعث أهل مكة إِلى اليهود وهم بالمدينة يسألونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : إِنّ هذا لَزمانُه ، وإِنّا لنجد في التوراة صفته ، فكان ذلك آية لهم على صِدقه . قوله تعالى : { على بعض الأعجمِين } قال الزجاج : هو جمع أعجم ، والأنثى عجماء ، والأعجم : الذي لا يُفْصِح ، وكذلك الأعجمي ؛ فأما العجمي : فالذي من جنس العجم ، أفصح أو لم يُفْصِح . قوله تعالى : { ما كانوا به مؤمِنِين } أي : لو قرأه عليهم أعجميّ لقالوا : لأنفقه هذا ، فلم يؤمنوا .