Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 224-227)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { والشُّعراء يتَّبعهم الغاوون } وقرا نافع : { يَتْبعهم } بسكون التاء ؛ والوجهان حسنان ، يقال : تَبِعْتُ واتَّبعت ، مثل حقرتُ واحتقرتُ . وروى العوفي عن ابن عباس ، قال : كان رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تهاجيا ، فكان مع كل واحد منهما غُواة من قومه ، فقال الله : { والشعراء يتَّبعهم الغاوون } . وفي رواية آخرى عن ابن عباس ، قال : هم شعراء المشركين . قال مقاتل : منهم عبد الله بن الزِّبَعْرى ، وأبو سفيان بن حرب ، وهبيرة ابن أبي وهب المخزومي في آخرين ، قالوا : نحن نقول مثل قول محمد ، وقالوا الشعر ، فاجتمع إِليهم غُواة من قومهم يستمعون أشعارهم ويَرْوُون عنهم . وفي الغاوين ثلاثة أقوال . أحدها : الشياطين ، قاله مجاهد ، وقتادة . والثاني : السُّفهاء ، قاله الضحاك . والثالث : المشركون ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { ألم تَرَ أنَّهم في كُلِّ وادٍ يَهيمون } هذا مَثَل بمن يَهيم في الأودية ؛ والمعنى أنهم يأخذون في كل فنّ من لغو وكذب وغير ذلك ؛ فيمدحون بباطل ، ويذُمُّون بباطل ، ويقولون : فعلنا ، ولم يفعلوا . قوله تعالى : { إِلاَّ الذين آمنوا } قال ابن عباس : لمّا نزل ذمُّ الشعراء ، جاء كعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، فقالوا : يا رسول الله ، أنزل اللّهُ هذا وهو يعلم أنّا شعراء ، فنزلت هذه الآية . قال المفسرون : وهذا الاستثناء لشعراء المسلمين الذين مدحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذمّوا من هجاه ، { وذكروا الله كثيراً } أي : لم يَشْغَلهم الشِّعر عن ذِكْر الله ولم يجعلوا الشِّعر همَّهم . وقال ابن زيد : وذكروا الله في شِعرهم . وقيل : المراد بالذِّكْر : الشَِّعر في طاعة الله عز وجل . قوله تعالى : { وانْتَصَروا } أي : من المشركين { مِنْ بَعْدِ ما ظُلِموا } لأن المشركين بدؤوا بالهجاء . ثم أوعد شعراء المشركين ، فقال : { وسَيَعْلَمُ الذين ظَلَمُوا } أي : أَشركوا وهَجَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين { أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون } قال الزجاج : { أيَّ } منصوبة بقوله : { ينقلبون } لا بقوله : { سيعلم } ، لأن « أيّاً » وسائر أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها . ومعنى الكلام : إِنهم يَنْقلبون إِلى نار يخلَّدون فيها . وقرأ ابن مسعود ، ومجاهد عن ابن عباس ، وأبو المتوكل ، وأبو رجاء : { أيَّ مُتَقَلَّبٍ يَتَقَلَّبُون } بتاءين مفتوحتين وبقافين على كل واحدة منهما نقطتان وتشديد اللام فيهما . وقرأ أُبيُّ كعب ، وابن عباس ، وأبو العالية ، وأبو مجلز ، وأبو عمران الجوني ، وعاصم الجحدري : { أيَّ مُنْفَلَتٍ يَنْفَلِتُون } بالفاء فيهما وبنونين ساكنين وبتاءين . وكان شريح يقول : سيعلم الظّالمون حظّ من نقصوا ، إِنّ الظّالم يَنْتَظِر العِقاب ، وإِنّ المظلوم ينتظر النصر .