Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 10-11)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومِنَ النَّاس مَنْ يقولُ آمَنَّا بالله } اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال . أحدها : أنَّها نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون إٍلى بدر فارتدُّوا ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والثاني : نزلت في قوم كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فاذا أصابهم بلاءٌ من الله أو مصيبة في أنفسهم وأموالهم افتتنوا ، قاله مجاهد . والثالث : نزلت في ناس من المنافقين بمكة ، كانوا يؤمنون ، فاذا أُوذوا وأصابهم بلاءٌ من المشركين رجعوا إِلى الشِّرك ، قاله الضحاك . والرابع : أنها نزلت في عيَّاش بن أبي ربيعة ، كان أسلم ، فخاف على نفسه من أهله وقومه ، فخرج من مكة هارباً إِلى المدينة ، وذلك قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى المدينة ، فجزعت أمُّه فقالت لأخويه أبي جهل والحارث ابني هشام وهما أخواه لأمِّه ـ : والله لا آوي بيتاً ولا آكل طعاماً ولا أشرب شراباً حتى تأتياني به ، فخرجا في طلبه فظفرا به ، فلم يزالا به حتى تابعهما وجاءا به إِليها ، فقيَّدتْه ، وقالت : والله لا أحُلُّك من وَثاقك حتى تكفُر بمحمد ، ثم أقبلت تَجْلِده بالسِّياط وتعذِّبه حتى كفر بمحمد عليه السلام جَزَعاً من الضَّرْب ، فنزلت [ فيه ] هذه الآية ، ثم هاجر بَعْدُ وحَسُنَ إِسلامه ، هذا قول ابن السائب ، ومقاتل . وفي رواية عن مقاتل أنَّهما جَلَداه في الطريق مائتي جلدة ، فتبرَّأ من دين محمد ، فنزلت هذه الآية . قوله تعالى : { فاِذا أُوذِيَ في الله } أي : ناله أذى أو عذاب بسبب إِيمانه { جَعَلَ فِتْنَةَ الناس } أي : ما يصيبه من عذابهم في الدنيا { كعذاب الله } في الآخرة ؛ وإِنما ينبغي للمؤمن أن يصبر على الأذى في الله تعالى لِمَا يرجو من ثوابه { ولئن جاء نصرٌ من ربِّك } يعني دولة للمؤمنين { لَيَقُولُنَّ } يعني المنافقين للمؤمنين { إِنَّا كنَّا معكم } على دينكم . فكذَّبهم الله عز وجل وقال : { أوَليس اللّهُ بأعلَم بما في صدور العالَمِين } من الإِيمان والنفاق . وقد فسرنا الآية التي تلي هذه في أول السورة .