Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 116-117)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا } اختلفوا فيمن أنزلت على أربعة أقوال . أحدها : أنها في نفقات الكفار ، وصدقاتهم ، قاله مجاهد . والثاني : في نفقة سفلة اليهود على علمائهم ، قاله مقاتل . والثالث : في نفقة المشركين يوم بدر . والرابع : في نفقة المنافقين إذا خرجوا مع المسلمين لحرب المشركين ، ذكر هذين القولين أبو الحسن الماوردي . وقال السدي : إنما ضرب الإنفاق مثلاً لأعمالهم في شركهم . وفي الصرّ ثلاثة أقوال . أحدها : أنه البرد ، قاله الأكثرون . والثاني : أنه النار ، قاله ابن عباس ، وقال ابن الأنباري : وإنما وصفت النار بأنها صرّ لتصويتها عند الالتهاب . والثالث : أن الصرّ : التصويت ، والحركة من الحصى والحجارة ، ومنه صرير النعل ، ذكره ابن الأنباري . والحرث : الزرع . وفي معنى « ظلموا أنفسهم » قولان . أحدهما : ظلموها بالكفر ، والمعاصي ، ومنع حق الله تعالى . والثاني : بأن زرعوا في غير وقت الزرع . قوله تعالى : { وما ظلمهم الله } قال ابن عباس : أي : ما نقصهم ذلك بغير جرم أصابوه ، وإنما أُنزل بهم ذلك لظلمهم أنفسهم بمنع حق الله منه ، وهذا مثل ضربه الله لإبطال أعمالهم في الآخرة . وحدثنا عن ثعلب ، قال : بدأ الله تعالى هذه الآية بالريح ، والمعنى : على الحرث ، كقوله تعالى : { كمثل الذي ينعِق بما لا يسمع } وإنما المعنى على المنعوق به ، وقريب منه قوله تعالى : { والذين يُتوفَّون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن } فخبر عن « الأزواج » وترك « الذين » كأنه قال : أزواج الذين يتوفون منكم يتربصن ، فبدأ بالذين ، ومراده : بعد الأزواج . وأنشد : @ لعلِّيَ إِن مالت بي الريح ميلةً على ابن أبي ديَّان أن يتندَّما @@ فخبر عن ابن أبي ديان ، وترك نفسه ، وإنما أراد : لعل ابن أبي ديان أن يتندما إن مالت بي الريح ميلةً . وقد يبدأ بالشيء ، والمراد التأخير ، كقوله تعالى : { ويوم القيامة ترى الذين كَذَبوا على الله وجوهُهم مسودةٌ } [ الزمر : 60 ] والمعنى : ترى وجوه الذين كذبوا على الله مسودة يوم القيامة .