Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 128-128)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ليس لك من الأمر شيء } في سبب نزولها خمسة أقوال . أحدها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أُحد ، وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه ، فقال : « كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم ، وهو يدعوهم إِلى ربهم عز وجل ؟ ! » فنزلت هذه الآية " ، أخرجه مسلم في « أفراده » من حديث أنس . وهو قول ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والربيع . والثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لعن قوماً من المنافقين ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عمر . والثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ بسب الذين انهزموا يوم أُحد ، فنزلت هذه الآية ، فكفَّ عن ذلك ، نقل عن ابن مسعود ، وابن عباس . والرابع : أن سبعين من أهل الصفة ، خرجوا إلى قبيلتين من بني سليم ، عصية وذكوان ، فقتلوا جميعاً ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم أربعين يوماً ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل ابن سليمان . والخامس : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة ممثلاً به ، قال : « لأُمثلن بكذا وكذا منهم » فنزلت هذه الآية " ، قاله الواقدي . وفي معنى الآية قولان . أحدهما : ليس لك من استصلاحهم أو عذابهم شيء . والثاني : ليس لك من النصر والهزيمة شيء . وقيل : إن « لك » بمعنى « إليك » . قوله تعالى : { أو يتوب عليهم } قال الفراء : في نصبه وجهان ، إن شئت جعلته معطوفاً على قوله تعالى : { ليقطع طرفاً } وإن شئت جعلت نصبه على مذهب « حتى » كما تقول : لا أزال معك حتى تعطيني ، ولما نفى الأمر عن ، نبيه أثبت أن جميع الأمور إليه بقوله تعالى : { ولله ما في السموات وما في الأرض } .