Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 135-136)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والذين إِذا فعلوا فاحشة } في سبب نزولها ثلاثة أقوال . أحدها : أن امرأة أتت إلى نبهان التمار تشتري منه تمراً فضمّها ، وقبّلها ، ثم ندم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : أن أنصارياً وثقفياً آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ، فخرج الثقفي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ، فكان الأنصاري يتعهد أهل الثقفي ، فجاء ذات يوم فأبصر المرأة قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها ، فدخل ولم يستأذن ؛ فذهب ليلثمها فوضعت كفها على وجهها ، فقبله ثم ندم ، فأدبر راجعاً ، فقالت : سبحان الله خنت أمانتك ، وعصيت ربك ، ولم تصب حاجتك . قال : فخرج يسيح في الجبال ، ويتوب إلى الله من ذنبه . فلما قدم الثقفي أخبرته المرأة بفعله ، فخرج يطلبه حتى دل عليه ، فندم على صنيعه فوافقه ساجداً يقول : ذنبي ذنبي ، قد خنت أخي . فقال له : يا فلان انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله عن ذنبك ، لعل الله أن يجعل لك منه مخرجاً ، فرجع إلى المدينة ، فنزلت هذه الآية بتوبته ، رواه أبو صالح ، عن ابن عباس . وذكره مقاتل . والثالث : " أن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : بنو إسرائيل أكرم على الله منا ! كان أحدهم إذا أذنب ، أصبحت كفارة ذنوبه مكتوبة في عتبة بابه ، فنزلت هذه الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم « ألا أخبركم بخير من ذلك » فقرأ هذه الآية ، والتي قبلها " ، هذا قول عطاء . واختلفوا هل هذه الآية نعت للمنفقين في السراء والضراء ؟ أم لقوم آخرين ؟ على قولين . أحدهما : أنها نعت لهم ، قاله الحسن . والثاني : أنها لصنف آخر ، قاله أبو سليمان الدمشقي . والفاحشة : القبيحة وكل شيء جاوز قدره ، فهو فاحش . وفي المراد بها هاهنا قولان . أحدهما : أنها الزنى . قاله جابر بن زيد ، والسدي ، ومقاتل . والثاني : أنها كل كبيرة ، قاله جماعة من المفسرين . واختلفوا في « الظلم » المذكور بعدها ، فلم يفرق قوم بينه وبين الفاحشة ، وقالوا : الظلم للنفس فاحشة أيضاً ، وفرق آخرون ، فقالوا : هو الصغائر . وفي قوله تعالى : { ذكروا الله } قولان . أحدهما : أنه ذكر اللسان ، وهو الاستغفار ، قاله ابن مسعود ، وعطاء في آخرين . والثاني : أنه ذكر القلب ، ثم فيه خمسة أقوال . أحدها : أنه ذكر العرض على الله ، قاله الضحاك . والثاني : أنه ذكر السؤال عنه يوم القيامة ، قاله الواقدي . والثالث : ذكر وعيد الله لهم على ما أتوا ، قاله ابن جرير . والرابع : ذكر نهي الله لهم عنه . والخامس : ذكر غفران الله : ذكر القولين أبو سليمان الدمشقي . فأما الإصرار ، فقال الزجاج : هو الإقامة على الشيء . وقال ابن فارس : هو العزم على الشيء والثبات عليه . وللمفسرين في المراد بالإصرار ثلاثة أقوال . أحدها : أنه مواقعة الذنب عند الاهتمام به . وهذا مذهب مجاهد . والثاني : أنه الثبوت عليه من غير استغفار ، وهذا مذهب قتادة ، وابن إسحاق . والثالث : أنه ترك الاستغفار منه ، وهذا مذهب السدي . وفي معنى { وهم يعلمون } ثلاثة أقوال . أحدها : وهم يعلمون أن الإصرار يضر ، وأن تركه أولى من التمادي ، قاله ابن عباس ، والحسن . والثاني : يعلمون أن الله يتوب على من تاب ، قاله مجاهد ، وأبو عمارة . والثالث : يعلمون أنهم قد أذنبوا ، قاله السدي ، ومقاتل .