Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 172-172)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الذين استجابوا لله والرسول } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أن المشركين لما انصرفوا يوم أُحد ، ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لاتباعهم ، ثم خرج بمن انتدب معه ، فلقي أبو سفيان قوماً ، فقال : إن لقيتم محمداً ، فأخبروه أني في جمع كثير ، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عنه ؟ فقالوا : لقيناه في جمع كثير ، ونراك في قلةٍ ، فأبى إلا أن يطلبه ، فسبقه أبو سفيان ، فدخل مكة ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، والجمهور . والثاني : أن أبا سفيان لما أراد الانصراف عن أُحد ، قال : يا محمد ، موعد بيننا وبينك موسم بدر ، فلما كان العام المقبل ، خرج أبو سفيان ، ثم ألقى الله في قلبه الرعب ، فبدا له الرجوع ، فلقي نُعيم بن مسعود ، فقال : إني قد واعدت محمداً وأصحابه أن نلتقي بموسم بدر الصغرى . وهذا عام جدب ، لا يصلح لنا ، فثبطهم عنا ، وأعلمهم أنَّا في جمع كثير ، فلقيهم فخوفهم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، بأصحابه ، حتى أقاموا ببدر ينتظرون أبا سفيان ، فنزل قوله تعالى : { الذين استجابوا لله والرسول } الآيات . وهذه المعنى : مروي عن مجاهد ، وعكرمة . والاستجابة : الإجابة . وأنشدوا : @ … فلم يَسْتَجِبْهُ عند ذاك مجيبُ @@ أي : فلم يجبه . وفي مراد النبي صلى الله عليه وسلم ، وخروجه وندب الناس للخروج ثلاثة أقوال . أحدها : ليرهب العدو باتباعهم . والثاني : لموعد أبي سفيان . والثالث : لأنه بلغه عن القوم أنهم قالوا : أصبتم شوكتهم ، ثم تركتموهم ، وقد سبق الكلام في القرح . قوله تعالى : { للذين أحسنوا منهم } أي : أحسنوا بطاعة الرسول ، واتقوا مخالفته .