Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 18-18)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إِله إِلا هو } سبب نزول هذه الآية أن حبرين من أحبار الشام قدما النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أبصرا المدينة ، قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان ، فلما دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، عرفاه بالصفة ، فقالا : أنت محمد ؟ قال : « نعم » . قالا : وأحمد ؟ قال : « نعم » . قالا : نسألك عن شهادة ، فان أخبرتنا بها ، آمنا بك ، وصدقناك فقال : « سلاني » . فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله ، فنزلت هذه الآية ، فأسلما ، قاله ابن السائب ، وقال غيره : هذه الآية رد على نصارى نجران فيما ادعوا في عيسى عليه السلام ، وقد سبق ذكر خبرهم في أول السورة ، وقال سعيد بن جبير ، كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، وكان لكل حي من العرب صنم أو صنمان ، فلما نزلت هذا الآية ، خرّت الأصنام سجداً . وفي معنى { شهد الله } قولان . أحدهما : أنه بمعنى قضى وحكم ، قاله مجاهد ، والفراء ، وأبو عبيدة . والثاني : بمعنى بيّن ، قاله ثعلب والزجاج ، قال ابن كيسان : شهد الله بتدبيره العجيب ، وأموره المحكمات عند خلقه ، أنه لا إله إلا هو ، وسئل بعض الأعراب : ما الدليل على وجود الصانع ؟ فقال إن البعرة تدل على البعير ، وآثار القدم تدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ، أما يدلان على الصانع الخبير ؟ ! وقرأ ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، وابن السميفع ، وعاصم الجحدري ، { شهداء الله } بضم « الشين » ، وفتح « الهاء والدال » وبهمزة مرفوعة بعد المد ، وخفض « الهاء » من اسم الله تعالى { قائماً بالقسط } أي : بالعدل . قال جعفر الصادق : وإنما كرر { لا إِله إِلا هو } لأن الأولى وصف وتوحيد ، والثانية رسم وتعليم ، أي : قولوا : لا إله إلا هو .