Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-3)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { نزل عليك الكتاب } يعني : القرآن { بالحق } يعني : العدل . { مصدقاً لما بين يديه } من الكتب . وقيل : إنما قال في القرآن : « نزّل » بالتشديد ، وفي التوراة والإنجيل : أنزل ، لأن كل واحد منهما أنزل في مرة واحدة ، وأنزل القرآن في مرات كثيرة . فأما التوراة ، فذكر ابن قتيبة عن الفراء أنه يجعلها من : وري الزند يري : إذا خرجت ناره ، وأوريتُه ، يريد أنها ضياء . قال ابن قتيبة : وفيه لغة أخرى : ورى يري ، ويقال : وريت بك زنادي . والإنجيل ، من نجلت الشيء : إذا أخرجته ، وولد الرجل : نجله ، كأنه هو استخرجه ، يقال : قبح الله ناجليه ، أي : والديه ، وقيل للماء يقطر من البئر : نجل ، يقال : قد استنجل الوادي : [ إذا ظهر نزوزه ] . وإنجيل : إفعيل من ذلك ، كأن الله أظهر به عافياً من الحق دارساً . قال شيخنا أبو منصور اللغوي : والإنجيل : أعجمي معرب ، قال : وقال بعضهم : إن كان عربياً ، فاشتقاقه من النجل ، وهو ظهور الماء على وجه الارض ، واتساعه ، ونجلت الشيء : إذا استخرجته وأظهرته ، فالإنجيل مستخرج به علوم وحكم وقيل : هو إفعيل من النجل وهو الأصل : فالإنجيل أصل لعلوم وحكم وفي الفرقان هاهنا قولان . أحدهما : أنه القرآن ، قاله قتادة ، والجمهور . قال أبو عبيدة : سمي القرآن فرقاناً ، لأنه فرق بين الحق والباطل ، والمؤمن والكافر ، والثاني : أنه الفصل بين الحق والباطل في أمر عيسى حين اختلفوا فيه ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وقال السدي : في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : وأنزل التوراة ، والإنجيل ، والفرقان ، فيه هدى للناس .