Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 20-20)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فان حاجوك } أي : جادلوك ، وخاصموك . قال مقاتل : يعني اليهود ، وقال ابن جرير : يعني نصارى نجران في أمر عيسى ، وقال غيرهما : اليهود والنصارى . { فقل أسلمت وجهي لله } قال الفراء : معناه : أخلصت عملي ، وقال الزجاج : قصدت بعبادتي إلى الله . قوله تعالى : { ومن اتبعن } أثبت الياء في الوصل دون الوقف أهل المدينة والبصرة ، وابن شنبوذ عن قنبل ، ووقف ابن شنبوذ ويعقوب بياء . قال الزجاج : والأحب إِلىَّ اتباع المصحف . وما حذف من الياءات في مثل قوله تعالى : { ومن اتبعن } و { لئن أخرتن } و { ربي أكرمن } و { ربي أهانن } . فهو على ضربين . أحدهما : ما كان مع النون ، فإن كان رأس آية ، فأهل اللغة يجيزون حذف الياء ، ويسمون أواخر الآي الفواصل ، كما أجازوا ذلك في الشعر . قال الأعشى : @ ومن شانىءٍ كاسف باله إذا ما انتسبت له أنكرن وهل يمنعني ارتيادي البلا د من حذر الموت أن يأتين @@ فأما إذا لم يكن آخر آية أو قافية ، فالأكثر إثبات الياء ، وحذفها جيد أيضاً ، خاصة مع النونات ، لأن أصل « اتبعني » « اتبعي » ولكن « النون » زيدت لتسلم فتحة العين ، فالكسرة مع النون تنوب عن الياء ، فأما إذا لم تكن النون ، نحو غلامي وصاحبي ، فالأجود إثباتها ، وحذفها عند عدم النون جائز على قلته ، تقول : هذا غلام ، قد جاء غلاميَ ، وغلاميْ بفتح الياء وإسكانها ، فجاز الحذف ، لأن الكسرة تدل عليها . قوله تعالى : { وقل للذين أوتوا الكتاب } يريد اليهود والنصارى { والأميين } بمعنى مشركي العرب ، وقد سبق في البقرة شرح هذا الاسم . قوله تعالى : { ءَأسلمتم } قال الفراء : هو استفهام ومعناه الأمر ، كقوله تعالى { فهل أنتم منتهون } [ المائدة 91 ] . فصل اختلف علماء الناسخ والمنسوخ في هذه الآية ، فذهبت طائفة إلى أنها محكمة ، وأن المراد بها تسكين نفس النبي صلى الله عليه وسلم عند امتناع من لم يجبه ، لأنه كان يحرص على إيمانهم ، ويتألم من تركهم الإجابة . وذهبت طائفة إلى أن المراد بها الاقتصار على التبليغ ، وهذا منسوخ بآيه السيف .