Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 28-28)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لا يتخِذِ المؤمنون الكافرين أولياءَ } في سبب نزولها أربعة أقوال . أحدها : أن عبادة بن الصامت كان له حُلفاء من اليهود ، فقال يوم الأحزاب : يا رسول الله إن معي خمسمائة من اليهود ، وقد رأيت أن أستظهر بهم على العدو ، فنزلت هذه الآية ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثاني : أنها نزلت في عبد الله بن أُبيّ ، وأصحابه من المنافقين كانوا يتولون اليهود ، ويأتونهم بالأخبار يرجون لهم الظفر من النبي صلى الله عليه وسلم ، فنهى الله المؤمنين عن مثل فعلهم ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : أن قوماً من اليهود ، كانوا يباطنون نفراً من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم ، فنهاهم قوم من المسلمين عن ذلك ، وقالوا : اجتنبوا هؤلاء اليهود ، فأبوا ، فنزلت هذا الآية . روي عن ابن عباس أيضا . والرابع : أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره ، كانوا يظهرون المودة لكفار مكة ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك ، هذا قول المقاتلين ، ابن سليمان ، وابن حيان . فأما التفسير ، فقال الزجاج : معنى قوله تعالى : { من دون المؤمنين } أي : لا يجعل المؤمن ولايته لمن هو غير مؤمن ، أي : لا يتناول الولاية من مكان دون مكان المؤمنين ، وهذا كلام جرى على المثل في المكان ، كما تقول : زيد دونك ، ولست تريد المكان ، ولكنك جعلت الشرف بمنزلة الارتفاع في المكان ، والخسة كالاستفال في المكان . ومعنى { فليس من الله في شيء } أي : فالله بريء منه . قوله تعالى { إِلا أن تتقوا منهم تُقاةً } قرأ يعقوب ، والمفضل عن عاصم ، « تَقيِّةً » بفتح التاء من غير ألف ، قال مجاهد : إلا مُصانعة في الدنيا . قال أبوالعالية : التقاة باللسان ، لا بالعمل . فصل والتقية رخصة ، وليست بعزيمة . قال الإمام أحمد : وقد قيل : إن عرضت على السيف تجيب ؟ قال : لا . وقال إِذا أجاب العالم تقية ، والجاهل بجهل ، فمتى يتبين الحق ؟ وسنشرح هذا المعنى في « النحل » عند قوله تعالى : { إلا من أكره } [ النحل : 106 ] . إن شاء الله .