Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 49-49)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ورسولاً } قال الزجاج : ينتصب على وجهين . أحدهما : ونجعله رسولاً ، والاختيار عندي : ويكلم الناس رسولاً . قوله تعالى : { أني أخلق } قرأ الأكثرون « أني » بالفتح ، فجعلوها بدلاً من آية ، فكأنه قال : قد جئتكم بأني أخلق لكم ، وقرأ نافع بالكسر ، قال أبو علي : يحتمل وجهين . أحدهما : أن يكون مستأنفاً . والثاني : أنه فسر الآية بقوله : إني أخلق ، أي : أصور وأقدر . قال ابن عباس : أخذ طيناً ، وصنع منه خفاشاً ، ونفخ فيه ، فاذا هو يطير ، ويقال : لم يصنع غير الخفاش ، ويقال : إن بني إسرائيل نعتوه بذلك ، لأن الخفاش عجيب الخلق . وروي عن أبي سعيد الخدري أنه قال لهم : ماذا تريدون ؟ قالوا : الخفاش : فسألوه أشد الطير خلقاً ؛ لأنه يطير بغير ريش . وقال وهب : كان الذي صنعه يطير ما دام الناس ينظرونه ، فاذا غاب عن أعينهم ، سقط ميتاً ، ليتميز فعل الخلق من فعل الخالق ، والأكثرون قرؤوا { فيكونَ طيراً } وقرأ نافع هاهنا وفي ( المائدة ) طائراً . قال أبو علي : حجة الجمهور قوله تعالى : { كهيئة الطير } ولم يقل كهيئة الطائر . ووجهة قراءة نافع : أنه أراد : يكون ما أنفخ فيه ، أو ما أخلقه طائراً ، وفي « الأكمه » أربعة أقوال . أحدها : أنه الذي يولد أعمى ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، وسعيد عن قتادة ، وبه قال اليزيدي : وابن قتيبة ، والزجاج . والثاني : أنه الأعمى ، ذكره ابن جريج عن ابن عباس ، ومعمر عن قتادة ، وبه قال الحسن ، والسدي . وحكى الزجاج عن الخليل أن الأكمه : هو الذي يولد أعمى ، وهو الذي يعمى ، وإن كان بصيراً . والثالث : أنه الأعمش ، قاله عكرمة . والرابع : أنه الذي يبصر بالنهار ، ولا يبصر بالليل ، قاله مجاهد والضحاك . والأبرص : الذي به وضح . وكان الغالب على زمان عيسى عليه السلام ، علم الطب ، فأراهم المعجزة من جنس ذلك ، إلا أنه ليس في الطب إبراء الأكمه والأبرص ، وكان ذلك دليلاً على صدقه . قال وهب : ربما اجتمع على عيسى من المرضى في اليوم الواحد خمسون ألفاً ، وإنما كان يداويهم بالدعاء . وذكر المفسرون أنه أحيا أربعة أنفس من الموت . وعن ابن عباس : أن الأربعة كلهم بقي حتى ولد له ، إلا سام بن نوح . قوله تعالى : { وأنبئُكم بما تأكلون } قال سعيد بن جبير : كان عيسى إذا كان في المكتب يخبرهم بما يأكلون ، ويقول للغلام : يا غلام إن أهلك قد هيؤوا لك كذا وكذا من الطعام فتطعمني منه ؟ وقال مجاهد : بما أكلتم البارحة ، وبما خبأتم منه . وعلى هذا المفسرون ، إلا أن قتادة كان يقول : وأنبئُكم بما تأكلون من المائدة التي تنزل عليكم ، وما تدخرون منها ، وكان أخذ عليهم أن يأكلوا منها ، ولا يدَّخروا ، فلما خانوا ، مُسخوا خنازير .